من أقوال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و الأئمة الأطهار عليهم السلام
عليك بالإحتمال فإنه أستر العيوب



إبعـث هـذاالموضـوع لصـديق

  منتــدى الحـــوار
  الحــــــــــوار العـــــــــــــــام
  الى مشرف المنتدى المحترم

أضــف موضــوع جــديد  أضــف رد
مـلف | تسـجيل | خـيارات | مسـاعدة | بحـث

الموضـوع السـابق | الموضـوع القـادم
  
[   الى مشرف المنتدى المحترم   ]
IP   حرر في 03-09-1999 12:20 AM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

السلام عليكم
عند مراجعتي للأسماء الواردة في الصفحات الشيعية وجدت أن الجامع المشترك بينها هوالتشيع وكان الاسم النشاز بينها هو اسم المدعو محمد حسين فضل الله وهو خارج عن التشيع بنص فتاوى مَن صدّرت الصفحات الشيعية باسمه وهو سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي حفظه المولى وأبقاه للحفاظ عن حياض المذهب وعقائد الشيعة الكرام ، وأيضا فتاوي العديد من مراجع الدين العظام حفظهم الله تعالى ، والتي دلت بما لا يدع مكانا للشك ان الرجل ضال ومضل ، وآراؤه وكتبه ومقالاته ومحاضراته تدخل في دائرة كتب الضلال يحرم نشرها وتداولها وقراءتها والترويج لها بأي شكل من الأشكال .
فالمؤمن المخلص الملتزم الذي يتبع طريقة العلماء والسلف الصالح ممن أوصلوا لنا أصول المذهب ومبانيه دونما تحريف وتشويش بعد طول عناء وعظيم جهد ، عليه أن يحذف اسم المذكور من تلك القائمة ، فالصفحات الشيعية دون اسمه أبرك وإلى الحق أقرب ولرعاية أهل البيت أشمل ومن أعدائهم أبعد .
أملي أن تحتل هذه الكلمات في جنانك موقعا.

أخوك / حيدر

IP   حرر في 03-09-1999 07:19 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ALBAHRANI   إضـغط هـنا لمراسـلة ALBAHRANI    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ALBAHRANI   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 27
ALBAHRANI
عضــو جـديـد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وآله الطاهرين .
أعتقد أنه من الأدب ومن حسن التربية أن يقيم الإنسان نفسه قبل تقييمه للآخرين وأن يحترم عقول وآراء الآخرين ما كانت ما دامت في محل خلاف ولا أظن أن ما تفضل به الكاتب ينطبق عليه هذا الحال ولاسيما في الكلام عن عالم من علماء الطائفة ونحن لا نريد أن نتمثل بالآخرين في توجههم للتكفير بلا مسوغ أو ممن لا حق له بذلك .
ولذا نتمنى أن يكون هذا المنتدى أرفع وأكبر من التصرفات الطفولية والآراء غير المحترمة التي أرى أنها تتزايد فيه .

------------------
اللهم اجعلنا هادين مهديين

IP   حرر في 05-09-1999 09:30 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

الأخ البحريني السلام عليكم
الملاحظة الأولى:
ما كتبناه فيما سبق كان موجها بالأصالة للأخ مسؤول الصفحة المحترم .
ولكن بما أنكم نزلتم للساحة فاستمع لما يتلى عليك وقلت "استمع" أي حاول أن تفهم من باب " اللهم أرني الأشياء كما هي " لا أن تسمع لكي ترد هذا الداء الذي يبتلى به الكثيرون ولعلّي واحد منهم .
الملاحظة الثانية:
تفضلتم أن علينا تقييم أنفسنا قبل تقييم الآخرينوهو أمر صحيح في نفسه ولكنه لا ربط له بما قلناه عن المعو / فضل الله لأننا وبكل بساطة لم نقيمه بل قيّمه العلماء الأعلام والمراجع العظام - وهم من نتبع وعلى طريقتهم نسير - ولا يخفى عليكم الفتاوى المباركة التي صدرت منهم حفظهم الله تعالى في كون المدعو ضالا مضلا وإن خفيت عليكم نحن على استعداد لتداولها على هذه الصفحة المباركة التي هي صوت من لا صوت له .
الملاحظة الثالثة:
قولك : .. عالم من علماء الطائفة ..
نحن نطلب منكم أن تذكروا لنا اسم مرجع من مراجع الشيعة يقول عن المدعو أنه عالم من علماء الطائفة كما تقول .
الملاحظة الرابعة:
أما مسألة التكفير بلا مسوّغ . فنقول أنه بمسوغ بل بمسوّغات ذكرها العلماء في ردودهم على أفكار المدعو بشكل تفصيلي ،فراجع .
الملاحظة الخامسة:
أما وصفك لما قلناه بالمزايدات والتصرفات الطفولية فهو محاكمة للنوايا والعزائم والتي لا يعلم بها كما هي إلا رب العباد .


أخوكم / حيدر

IP   حرر في 05-09-1999 11:54 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ALBAHRANI   إضـغط هـنا لمراسـلة ALBAHRANI    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ALBAHRANI   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 27
ALBAHRANI
عضــو جـديـد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن والاه
أما بعد أخي العزيز فقد ابتلينا في هذه الصفحة بنماذج تراها واضحة جلية تداعت علينا ولكن يؤلم النفس كثيراً أن نرى محاولات للتشرذم والتناحر في داخل هذه الطائفة ولذا أخي الحبيب أعتقد وأدعوك بكل إخلاص أن توجه جهودك هي أجدى وأنفع لنا جميعاً ، وإلا فإن فتح المعارك الجانبية لا يربح أحداً كالعدو المشترك وهو في الحقيقة كملا تعلم الاستكبار العالمي ، وإذا كنت متيقناً من ما تقول فإن غيرك متيقن من خلافه فهل أنت وحدك الذي تملك الحقيقة ؟؟؟؟ ثم إني لا أدعو لأحد ولست ضد أحد وأعتقد أن أهل البيت يجمعون ولا يفرقون وأنهم أدبونا بآداب لا أعتقد أن ما تدعو إليه أحدها وأمامك الكثير مما يمكن أن تنابذه وتحاربه وإن أبيت إلا هذا فلا تدخلنا فيه ، وأما قولك أنك خاطبت المشرف فأعتقد أن الخطاب للمشرف ليس هذا مكانه فأممك بريده وكل أمر يطرح هنا إنما يطرح للعموم .
أخي وأقولها بكل صدق إني أحبك ولا أريد أن أحمل في قلبي ذرة حقد أو شك فيك أدعوك باسم هذه المحبة السامية أن تتوجه لما ينفعنا جميعاً .
IP   حرر في 06-09-1999 12:33 AM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

الى الأخ البحريني المحترم
السلام عليكم
1) أعجبني ردك لأنه (بعيد عن التصرفات الطفولية والمزايدات ) عقلائي ومهذب وشكرا لك .
2) السكوت عن محاولات تشويه المذهب بذريعة ان في ذلك تفرقة للصف الشيعي وترك مواجهة الاستكبار العالمي هو عين الانحراف فالقلاع تفتح من داخلها .
3) ان ما قام به المدعو فضل الله في محاولة لهدم ما بناه المقدسون من علمائنا العظام من الكليني إلى الخميني عبر إلقاء شبهات وترّهات تمس صميم عقائدنا وأفكارنا .
فالغدير وعصمة أهل البيت وظلامة الزهراء عليها السلام ... خطوط حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها لا المدعو ولا غيره .
4) نحن لا ندعي أننا نملك الحقيقة المطلقة ولا أعتقد أن أحدا يدّعي ذلك ولكننا نسير على خطى الفقه التقليدي المتحرك المتمثل بخط المرجعية المدافعة عن أهل البيت وأصول مذهبهم (ع) .
5) أنا أجزم وبكل فخر أن هذه المعركة ليست معركة جانبية كما ذكرت بل هي أم المعارك لو شئت تسميتها لأن النزاع فيها على الأصول والمباني الأساسية للمذهب والعجب كل العجب منكم حيث تبسطون الأمور وتعتبرون ما يطرح معارك هامشية .
6) يا حبذا أن يفتح نقاش حول الأفكار التي يطرحها المدعو كي يتضح أن اطروحاته أعمق مما تتصور هدما للمذهب وتشويها للحقائق ولكي نضع النقاط على الحروف كما يقال . فهل أنتم لها ؟
7) فهمنا من ردكم انكم قبلتم بما طرحناه حول فتاوى العلماء في المدعو . فهل فهمنا صحيح ؟ نرجو ذلك .

أخوك : حيدر

[تعـديل حيدر (التاريـخ 06-09-1999)]

IP   حرر في 06-09-1999 02:43 AM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ابو هاشم   إضـغط هـنا لمراسـلة ابو هاشم    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ابو هاشم   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 52
ابو هاشم
عضــو جـديـد

بسمه تعالى

ان قضية ظلامة الزهراء سلام الله عليهايسلم بها العلامةالمجاهد فضل الله
ولكنه طلب البحث في هذه المسئلة (اي تفاصيل ظلامة الزهراء)

وبما معنى حديث فضل الله انه يقول ان احداث جرت للزهراء وانه جمع الحطب حول بيت الزهراء سلام الله عليها (ولكن هل احرق او لا ) اي انه يتحدث عن تفاصيل الظلامة ولا يقول بعدم الظلامة

وقد امتلئت المكاتب بي الكتب التي تبحث في قضية مئساة الزهراء ع بعد قول العلامة فضل بالبحث في هذه المسئلة

وانصحك اخي الكريم بقرائة كل الكتب التي تتعلق بمسئلة ظلامة الزهراء ع

اما عن مسئلة عصمة الزهراء ع فانه يقول بها

ابو هاشم
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود

[تعـديل ابو هاشم (التاريـخ 06-09-1999)]

IP   حرر في 06-09-1999 01:10 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ابو هاشم   إضـغط هـنا لمراسـلة ابو هاشم    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ابو هاشم   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 52
ابو هاشم
عضــو جـديـد

بسمه تعالى

هذه بعض الحوارات مع العلامة السيد محمد حسين فضل الله بسم الله الرحمن الرحيم

بينات134

كشف سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، وبصراحته المعهودة، عن حقائق عديدة تتصل ببعض القضايا المثارة في الوسط الإسلامي ـ الشيعي، مبيّناً الخلفيات والنوايا الكامنة. جاء ذلك في الحوار الشامل الذي أجرته مع سماحته مجلة"المشاهد السياسي". وتنشر "بينات " هذا الأسبوع الجانب الفكري من نص الحوار تعميماً للفائدة.

المعركة القاسية

س: قدت ثورة إصلاحية تجديدية داخل الفكر الإسلامي الشيعي وجوبهت بمعركة قاسية من قبل أصحاب الأفكار الثابتة في هذا الإطار، إلى أين وصلت.. وماذا تريد بالتحديد؟

ج: ما أريده هو تأصيل الفكر الإسلامي، وتحريك الاجتهاد بالطريقة التي يتحسس فيها المجتهد أو المثقف المسلم أن من الممكن أن نفكر بطريقة مستقلة في فهم النص أو القاعدة. إن اختلافك في الرأي مع مفكر آخر لا يعني أنك تهون من شأنه، بل يعني أنك تحترمه. لذلك فإنني كنت أتصور أن بإمكاننا أن نفكر بشكل مستقل، فقد نستنتج أفكاراً ومفاهيم وأحكاماً شرعية غير ما استنتجوه. وهناك مثل يقول:"كم ترك الأول للآخر"، أما ردة الفعل فإنها قد تنطلق من رفض بعض الناس لأي جديد، أو من خلال بعض التعقيدات الثقافية أو التعقيدات النفسية. وربما كان لطرح اسمي في المرجعية في الواقع الإسلامي الشيعي دور في هذا المجال، باعتبار أن بعض الناس لا يطيقون ذلك. ولكنني أعتقد أن على الإنسان أن يتابع سيره وأن يستمع لنقد الآخرين له، فإن رأى صوابا فعليه أن يتراجع عن فكره. وإنني أملك شجاعة أن أتراجع عن الفكر الذي أجده خطأ، سواء من خلال ما أفكر، أو من خلال ما أسمعه من الآخرين. ولكن المشكلة أننا نعيش في هذه الدوامة في أجواء من السباب أو من الاتهامات الغير مسؤولة أو الكلمات الغير مدروسة.

غشاوة على العيون

س: نلاحظ أن معظم من يشتمونك اليوم هم من تلامذتك سابقاً.. فهل أخطأت التعليم أو التربية؟

ج: هناك كلمة للإمام علي (عليه السلام) مخاطباً أمثال هؤلاء:"لا تجعل ذرب لسانك على من أنطقك"(1)، وله كلمة أخرى :"اتق شر من أحسنت إليه"، إنني أحب كل هؤلاء ولكنني أعتقد أن هناك أكثر من غشاوة على عيونهم نتيجة الحالات الضبابية التي تعيش في مجتمعاتنا، وإنني مستعد للحوار معهم ومع غيرهم بطريقة موضوعية إذا كانوا يؤمنون بالموضوعية.

المعادلة المأساوية

س: أنت تطرح "الإسلام المتعصرن" في الوقت الذي يبدي فيه الكثير من داخل المنظومة الدينية انفتاحاً وينادون بالحوار مع الآخر على طريق الخروج من العزلة.. إذا كان هدفكم التغيير فحسب، لماذا لا تنخرطون في مشروع"التمرد الرسمي" على الثوابت والمجمدات؟

ج: هناك نقطة يجب أن أؤكد عليها، أن على الإنسان أن يعيش فكره من دون عناوين، يعني أنا لا أفكر أن أعصرن الإسلام، ولكني أفكر أن أفهم الإسلام من خلال الأدوات التي أملكها للفهم الموزون للإسلام، بالطريقة التي يمكن لي فيها أن أخاطب الإنسان المعاصر بالإسلام على أنه دين وفكر ومنهج يمكن أن يلبي حاجاته. قد تتمثل القضية في اكتشاف فكرة تمثل هذا الانفتاح، وقد تتمثل بأسلوب للفكرة يختلف عن الأسلوب الذي يبعد الآخرين عن الفكرة. لذلك فإنني انطلقت ـ كما قلت ـ من فكر لا يحاول أن يقدم نفسه للناس كإنسان معاصر ومجدد أو لا. أنا أعتقد أن على الإنسان أن يفكر بأن يعيش أصالة فكره بعيداً عن العناوين وبعيداً عن ردود فعل الناس في هذا أو في ذلك. أما لماذا لم ننطلق في مشروع رسمي أو ما أشبه ذلك، فإنني مستعد للانفتاح على الآخر الذي قد يأخذ عنواناً أو بعداً رسمياً، ولكن المشكلة أنني أفكر بطريقة أنا والآخر، وبعض الناس يفكر بطريقة أنا لا الآخر، وهذه هي المعادلة التي عشت الكثير من مأساتها في هذه الدوامة.

المشروع الاصلاحي

س: خاتمي مثلاً.. يشدد على مقولة أنا والآخر في مشروعه الحواري، التنويري، فلماذا لا تنصهر في هذا المشروع الإصلاحي؟

ج: عندما تكون المسألة تتعلق بالسيد خاتمي فإنني ألتقي معه.

س: في كل شيء؟

ج: في أكثر من موقع، ليس هناك في العالم من يلتقي مع الآخر في كل شيء، لأن معنى ذلك أنك تتحدث بلغة الشعارات، لأنه ما من أحد مهما التقى مع الآخر في القاعدة أو بالخطوط إلا ويختلف معه في بعض جوانب النظرية أو تفصيلاتها أو خطوطها.

الرسالة المنفتحة

س: أنت بعيد جداً عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى..لماذا؟

ج: أنا منذ أن انطلقت في عملي الثقافي الإسلامي كنت أعيش مع الناس وأتحرك بعيداً عن الأطر الحزبية والرسمية. وربما تحدث الآخرون عني أني أملك موقعاً في "حزب الدعوة" أو أني المرشد الروحي لـ"حزب الله" أو ما إلى ذلك، ولكني قلت سابقاً لبعض من تحدث معي في هذا الموضوع: أنا مع كل هذا، ولست مع كل هذا؛ أنا كإسلامي منفتح على واقع العصر مع كل اتجاه إسلامي، لا بالمطلق، لأنني قد أنقد حركة إسلامية هنا، وحركة في بعض التفاصيل هناك. ولكني لن أؤطر نفسي تنظيمياً هنا وهناك، بل إنني أتحرك دائماً في الهواء الطلق. وأما الأجواء الرسمية، فإنني أعتقد أنها ـ خصوصاً في الواقع اللبناني ـ تمثل موقعاً يعلّب الإنسان، وأنا لا أحب أن أُعلّب، إنني أعيش مع الطفل ومع المرأة ومع الصغير والكبير. كما أنني أعيش مع المؤمن والملحد والمسيحي والسني والشيعي وكل ما هناك من تنوعات، ولا أشعر بأية عقدة مع أي إنسان آخر، لأني أعتقد أنني إذا كنت أختلف مع الآخرين، فعليّ أن أقبل أن يختلف الآخرون معي، حتى ولو كنت أرفض فكرهم. ولذلك فإنني حاولت أن أعيش ثقافتي في خط الرسالة المنفتحة على كل الناس، ولهذا كان شعاري منذ أن تقدمت في العمل وانفتحت على الواقع في لبنان وفي غيره: ليس هناك سؤال تافه وليس هناك سؤال محرج، الحقيقة بنت الحوار.. ولا مقدسات في الحوار.

الخطوط الحمراء

س: ولكن الأطر الرسمية عادة ما تعطي حوافز لانتشار الفكر بشكل أسرع؟

ج: أنا لا أتصور أن المسألة بهذه الدقة، لأنك قد تربح شيئاً، ولكنك ستخسر الكثير. إن الرسل مشوا في خطهم ولم يؤطروا أنفسهم إلا برسالتهم المنفتحة على الناس كلهم، وقد استطاعوا أن يخلدوا من خلال خلود رسالتهم، وإن اضطهدوا في المرحلة التي عاشوا فيها، إن للمواقع الرسمية خطوطاً حُمراً لا تستطيع أن تتجاوزها، وإنني أعتبر أن المواقع الرسمية، مع كل احترامي لأشخاصها، تمثل الديكور الطائفي للنظام الطائفي في لبنان، فكل مجلس ملي لا بدّ أن يحتوي سياسيي الطائفة وفعالياتها ليعتبر العنوان الرسمي للطائفة في كل أوضاعها. لا أقول إن الذين يشرفون على هذه المجالس طائفيون ولكن الإطار الذي يتحركون فيه لا يستطيع أن يبتعد رسمياً عن الخط الطائف.

س: الخطوط الحمر مفروضة على الجميع دون استثناء؟

ج: إنني أعتقد أنني اخترقت الكثير من الخطوط الحمر.

س: ولكن بقي هناك خطوط لم تخترقها؟

ج: من الطبيعي أن هناك خطوطاً حمراء في وجودك. أنت لا تستطيع أن تتجاوز جسدك، ولا تستطيع أن تتجاوز الهواء الذي تتنفس والأرض التي تسكن. من الطبيعي أنه ليس هناك من يملك الحرية المطلقة في أن يتحدث بشكل مطلق، ولكنّ هناك فرقاً بين أن تعلّب نفسك وبين أن يواجهك الآخرون في حركة الصراع لتعمل على أساس أن تواجههم حتى ولو لم تستطع أن تنتصر عليهم، لكنك تؤكد ذاتك ووجودك وموقعك.

" أنا موكل بالإسلام أتبعه "

س: يوجه إليكم أكثر من اتهام في أكثر من مجال، فعلى الصعيد السياسي تتهمون بأنكم من أركان حزب الدعوة على أساس أنكم تسيرون في النهج الفلسفي للسيد محمد باقر الصدر ـ رحمه الله ـ الذي أسس هذا الحزب؟

ج: الواقع أن هناك زمالة بيني وبين السيد محمد باقر الصدر، باعتبار أنه يكبرني بسنة واحدة. والواقع أنني فكرت إسلامياً قبل أن ينطلق السيد الصدر في تأسيس حزب الدعوة أو في هذا الجو، فحزب الدعوة تأسس في سنة 1958، وأنا كنت إسلامياً منذ أول الخمسينات، حتى أنني عندما جئت في أول زيارة لي إلى لبنان (ولد في النجف ـ العراق) ألقيت قصيدة في أربعين المرحوم السيد محسن الأمين كبير علماء الشيعة، دعوت فيها في ذلك الوقت إلى الوحدة الإسلامية وإلى مواجهة الاستعمار. على أنني والسيد محمد باقر الصدر، كنا نلتقي في الفكر، والرجل ممن أقدّر وأحترم فكره وعبقريته، لذلك فإنني كنت أنفتح على الحركة الإسلامية في العراق، ولكني لم أكن منظماً فيها، وهكذا المسألة بالنسبة إلى "حزب الله"، فإن هذا الجيل الذي يمثله "حزب الله" قد تربى على يدي، فأنا منذ ما يزيد على ثلاثين سنة وأنا أربي أكثر من جيل، ولكني لم أكن في أي وقت قائداً لـ"حزب الله" أو مرشداً بالمعنى التنظيمي للمرشدية. نعم، كان كل شباب حزب الله يتتلمذون علي ويستمعون إلى خطبي وإلى أفكاري ويقرأون ذلك كما يقرأ الآخرون من حزب الدعوة وحتى من الأحزاب الإسلامية غير الشيعية. فقد حدثني أحد كبار قادة الأحزاب الإسلامية غير الشيعية أن كتبي تقرأ من قِبَل أتباعه بدون تحفظ، باعتبار أنني أتكلم بلغة إسلامية شاملة منفتحة.

لذلك أنا مع كل هؤلاء، مع حزب الله ومع حزب الدعوة ومع الاتجاه الإسلامي في تونس وفي بعض الحالات مع الترابي، ولكنني لست جزءاً من هؤلاء. (ممازحاً) يقال عن الشاعر الغزلي عمر بن أبي ربيعة إن بعض الناس رآه في الطواف وهو يتلفت إلى النساء، فقيل له: يا أبا حفص، أفي هذا الموضع؟ قال: أنا موكل بالجمال أتبعه. وقد قلت لبعض أخواني: أنا موكل بالإسلام أتبعه.

حرب الشائعات.. والتهم

س : هل هناك من يضع فيتو على كتبك؟

ج : إن الذين يعملون على منع انتشار كتبي إنما يستهدفون أن تتحول الشائعات والافتراءات التي أطلقوها إلى حقائق، علماً أن بعض هؤلاء قد يعترف علناً أنه لم يقرأ حرفاً واحداً من كتبي، وقد حصلت هناك اعترافات فعلاً. ولذلك أنا أتصور أن الذين يحرمون قراءة كتبي قد يخافون أن يكتشف الناس الحقيقة في غير ما يقولون. وأنا أتحدى من يقرأ كتبي بعقله لا بغريزته، أتحداه بمحبة أن يقرأها، وسيجد أن كل هذه الكلمات اللامسؤولة ليست لها أي شيء في الواقع. مشكلتي أن هناك أناساً يقرأونني بغريزتهم لا بعقولهم.

س : سماحة السيد، أنت متهم من قِبَل هذه الأوساط بالتحديد بأنك فرطت ببعض المسلّمات التي يقوم عليها الفكر الشيعي؟

ج : مثل ماذا؟

س : قصة فدك،وضلع الزهراء، والشهادة الثالثة في الأذان؟

ج : أما فدك فإنني أعتبر أن للسيدة الزهراء(ع) الحق في فدك، وكل كتبي تتحدث عن ذلك بصراحة، لذا فهم يكذبون في ذلك. أما قصة ضلع الزهراء(ع)، فإن لديّ تحفظات نقدية تاريخية في ما ينسب إلى ما حدث لها، فقد أثرت علامات استفهام من خلال التحليل النقدي التاريخي، ولكني لم أنفِ ذلك، لأنني أعتبر أن النفي يحتاج إلى دليل كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل . أما الشهادة الثالثة، فإن علماء الشيعة متفقون على أنها ليست جزءاً من الأذان وإنما يؤتى بها بشكل مطلق، بل يقولون لا يجوز الاعتقاد بأنها جزء من الأذان، مثل أشهد أن محمداً رسول الله، لأن ذلك تشريع محرم، وبذلك فأنا لم أنفِ شيئاً يثبته الشيعة.


ابو هاشم
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود

IP   حرر في 06-09-1999 01:29 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

الأخ أبو هاشم
السلام عليكم
1) نشكركم على ملاحظاتكم فتحا لباب الحوار وغلقا للتقليد الأعمى وتفكرا في أمور الدين ووصولا للحقائق .
2) لقد طالبتنا أيها الأخ الكريم بقراءة الردود التي تناولت شبهات المدعو فضل الله والظاهر من ملاحظاتك أنك أنت الذي لم يقرأ هذه الردود لا نحن ، فإننا تابعنا هذه المداولات منذ شريط الكاسيت سيء الصيت إلى آخر رد سماحة السيد هاشم الهاشمي وما بينهما من كتب صدرت لسماحة العلامة سيد جعفر مرتضى ( مأساة الزهراء - خلفيات مأساة الزهراء وغيرها ... ) وكذلك ردود لآخرين انبروا للدفاع عن المذهب .
3) قولك : إن ظلامة الزهراء يسلم بها العلامة .. دليل على انك لم تقرأ أو قرأت ولكنها التراكمات الفكرية والهالة التي صنعها الإعلام للمدعو لا تدع مجالا لإدراك الحقائق ( نرجو أن لا يكون حالكم كذلك ).
4) قولك : إن الحديث عن التفاصيل وليس أصل الظلامة .
يكشف أكثر فأكثر ما سجلناه في الملاحظة الثالثة .
5) إن الحقيقة الماثلة أمام الجميع ان الكتب والردود التي صدرت لم تكن استجابة لنداء المدعو بل هي دفع لشبهات ودحض لترهات .
6) إن لقب العلامة في المصطلح العلمي يشير إلى ذي الفنون وذي العلوم وبين اللقب والمدعو بعد المشرقين ، وهذه الألقاب التي يصدر بها المدعو كتبه ومقالاته هي من صنع آلته الاعلامية الضخمة ، وإلا فكما قال أحد مراجع الدين العظام في النجف الأشرف : ان المدعو لم يُعرف في الحوزة هناك سوى ولعه بالشعر والأدب فقط لا غير . وهذه الشهادة موجودة ومكتوبة .

أخوك : حيدر

IP   حرر في 06-09-1999 03:23 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ALBAHRANI   إضـغط هـنا لمراسـلة ALBAHRANI    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ALBAHRANI   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 27
ALBAHRANI
عضــو جـديـد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وآله سفن النجاة ومن تابعهم وشايعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أعتقد أخي العزيز أنك حملتني أمرين لم أقلهما في ما تقدم أولهما أنني آمنت وسلمت بفتاوى الفقهاء التي تحدثت عنها ولا أظن أن هذا ما يفهم مما كتبت وإن كان كذلك فإني أعتذر ، أخي العزيز أنا من المؤمنين بالفقهاء على أنهم حملة المشعل وامتداد طبيعي لخط العصمة ولكن أخي العزيز لا أرى أن هذا الأمر الذي تحدثت عنه بهذا المستوى الذي تحمله كما أنني ألحظ أمراً وهي هذا التحامل الشديد على سماحة السيد وكأن هناك أمراً شخصياً دعاك إلى كثير من الأمور فلو افترضنا أنك تؤمن بخطئه وتعتقد فيه ما تعتقد ولكن لا أظنك تستطيع أن تنكر أنه من المنابر الفكرية الراقية في مواجهة وقبال الخطوط الفكرية في العالم ، والأمر الأخر هو أنني ممن يبسطون المعارك ولكن قل لي بالله عليك هل تعتقد أن معرتك مع السيد أو غيره هي أعظم من معركتك مع المدعو أحمد الكاتب وأنت تجد أسمه في هذا المنتدى وتعلم لماذا وضع هذا الأسم هنا أم أن القلاع التي تفتح من الداخل كما تفضلت لا تفتح إلا بعد أن تنقسم الطائفة إلا فرق وطوائف .
أخي الحبيب أعتقد أنه مر في عصورنا المختلفة الكثير من الدعوات التي بادت ولعل طرحك وطرقة حوارك تمثل أحدها وافترض معي أن ما تتحدث عنه سيكون كذلك ولكن ثق أنه لن يصح إلا الصحيح وأن الإساءة لعالم أي عالم ولاسيما إذا كان فقيهاً بأي دعوى سواء تعصبية أو غيرها من قبلنا نحن العوام إنما هو خدمة لمن يريد تمزيقنا .
وعليه فإنني أكرر لك الدعوة القلبية لتجعل من قلبك أرحب وفكرك أنور وأن تحاول أن تجد سبل الإلتقاء لا الخلاف فالسعادة التي ننشدها والوحدة التي نطمع فيها ليست وحدة شكلية وإنما توحد وتآخي هو وسيلة لهدف أعظم وهو التقاءنا تحت راية أهل البيت عليهم السلام وأن يكرمنا الله سبحانه ويمن علينا بقبولنا خدماً لقائمهم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .

------------------
اللهم اجعلنا هادين مهديين

IP   حرر في 06-09-1999 04:06 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ابو هاشم   إضـغط هـنا لمراسـلة ابو هاشم    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ابو هاشم   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 52
ابو هاشم
عضــو جـديـد

بسمه تعالى

(((من ملاحظاتك أنك أنت الذي لم يقرأ هذه الردود لا نحن)))

الم تتطلع على هذه الكتب!!!!والتي انكرتها!!!

1-هوامش نقدية( الى السيد محمد الحسيني)
2-مرجعية المرحلة وغبار التغير(للشيخ جعفر الشاخوري البحراني)
3-كتاب مأساة كتاب المأسات (للسيد نجيب نور الدين).

((اللهم احفظ لنا العلامة والمرجع المجاهد اية الله السيد الجليل محمد حسين فضل الله))

ابو هاشم
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود

IP   حرر في 06-09-1999 04:09 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ابو هاشم   إضـغط هـنا لمراسـلة ابو هاشم    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ابو هاشم   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 52
ابو هاشم
عضــو جـديـد


بقلم
الشيخ محمد أديب قبيسي



بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
وبعد..
فإن من المعروف أن الشيعة الإمامية صانهم الله من الشرور، باشروا بعد أن بدأت الغيبة الكبرى للإمام الحجة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت الهدى والنبوة عجل الله فرجه الشريف... عملية الاجتهاد لإستخراج تكاليفهم الشرعية مقدمة للعمل بها بعد أن ترك لهم الأئمة (ع) تراثاً ضخماً إضافة إلى الكتاب الذي نزل على قلب النبي(ص) والذي فيه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة للعالمين...
وكان ذلك على أساس القاعدة التي أسسها القرآن الكريم عندما وجه خطابه القائل: {فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.
فكان أن هب في كل عصر طائفة من الرجال للتفقه في الدين ثم إنذار الناس وإبلاغهم أحكام الله على ضوء ما استنبطوه من الكتاب والسنة على أساس قواعد محددة رسمها لهم الأئمة الهداة (ع(.
وكان من الطبيعي أن يتوجه الناس إلى هؤلاء الفقهاء ويسألونهم عن معالم دينهم وما يواجههم من ابتلاءات في حياتهم على صعيدهم الديني وما يتصل بذلك من مشاكل في مختلف شؤون الحياة.
ولذا صار الفقهاء، مرجعاً للناس يتوجهون إليهم في كل كبيرة وصغيرة، وتواصل بذلك الناس والعلماء ليكملوا مسيرة أئمتهم(ع) في حفظ هذا الدين وصيانته من الإنحراف والضياع، والذبّ عن كل الأفكار التي كان أعداء الدين وما زالوا يزرعونها في عقول الناس للإبتعاد عن هذا الدين ومن ثم جعله يعيش على هامش الحياة، ومن دون أن يكون له أي أثر وتأثير في حياة الناس.
وكان علماؤنا في كل هذه الحقبة الماضية من الزمن يسارعون إلى القيام بما أمروا به من اجل أن تستمر المسيرة ويأتي الله بالفرج بظهور الحجة من آل محمد(عجل الله ظهوره الشريف).
وقد لا يكون من المبالغ فيه أن القول إن استيعاب وإحصاء هؤلاء الرجال من عصر الغيبة وحتى عصرنا هذا، يحتاج إلى مجلدات كثيرة تبين لنا حياة هؤلاء العظام والذي كان تاريخهم جهاداً وعطاءً مستمرين، وهم الدعامة الكبرى التي حفظت لنا هذا الدين القيم، فجزاهم الله خيراً عنا وعن كل مسلم ومسلمة.
فهذا ابن الجنيد وابن أبي عقيل والشيخ الطوسي شيخ الطائفة والشيخ المفيد وعلم الهدى وابن إدريس وأبو الصلاح الحلبي وابن زهرة الحلبي والمحقق الحلي والعلامة الحلي وولده فخر المحققين والمحقق الكركي والشهيدان الأول والثاني، والسيد محمد العاملي صاحب المدارك، وأبن الشهيد الثاني الشيخ حسن صاحب المعالم والشيخ الأنصاري والشيخ الأخواند والسيد اليزدي صاحب العروة الوثقى والسيد البروجردي والسيد الحكيم والسيد الخوئي والسيد الخميني والشهيد السعيد السيد الصدر وغيرهم وغيرهم الكثير والذين بهم حُفِظ الدين في عصر الغيبة الكبرى، قدس الله أسرارهم وأعلى مقامهم. .
إلى أن ألقت المرجعية زمامها إلى رجل من آل بيت النبي(ص) حيث سعى بها إلى مرجعية رشيدة تُعنى بهموم العالم الإسلامي وقضاياه في مختلف الشؤون والجوانب، وتدفع بالإسلام إلى أن يواجه الاستكبار ويقول كلمته الحاسمة في كل قضايا الحياة والساعة، لأن الإسلام ليس مجرد طقوس وعبادات يعيشها الإنسان المسلم في بيته ومسجده فقط، بل ذلك مقدمة لينطلق في آفاق هذه الحياة ويعطيها كله أو بعضه، فتغنى الحياة وتعود بالخير العميم، بدلاً من أن يقاتل الناس بعضهم البعض من أجل الاستغلال والإستعباد، وقد أثرى هذا الرجل التجربة الإسلامية من عطاءاته والتي بدأها منذ نعومة أظفاره حيث شب وترعرع في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف بجوار مرقد الإمام علي(ع) وعلى يد الكبار من أساتذتها ومراجعها، عنيت به سماحة العلامة آية الله العظمى السيد الأستاذ محمد حسين فضل الله أدام الله أيامه المليئة بالعطاء.
وقد رأيت أنه من حقه عليّ أن أكتب هذه الوجيزة لأعرف ببعض محطات حياته والتي كانت كلها خدمة للإسلام والمسلمين، والله أسأل أن يطيل بعمره الشريف حتى يسلم الراية بيده لصاحب العصر والزمان ، إنه ولي التوفيق.
محمد أديب قبيسي
بيروت لبنان


ولادته ونشأته
ولد العلامة فضل الله في النجف الأشرف سنة 1354 هجرية والموافقة لسنة 1935 ميلادية؛ حيث كان والده هاجر إليها لتلقي العلوم الدينية، فبلغ مراتب عالية على يد أساتذتها الكبار في ذلك الوقت، وعرف عنه شدة الورع والقداسة وكان رحمه الله من العلماء الربانيين، وعاش السيّد طفولته برعاية والده المقدس والذي ترك الكثير من بصماته في حياة الابن..
في هذه الاثناء انشغل السيّد إلى الكتاتيب ليتعلم القراءة والكتابة والقرآن والتي كان يشرف عليها بعض الشيوخ الكبار في السن، ولعلها تركت في نفسه بعض الآثار السلبية، لكنه لم يمكث كثيراً فيها حيث انشغل بعد ذلك إلى مدرسة أنشأتها (جمعية منتدى النشر) على الطريقة الحديثة، ودخل في صفها الثالث ثم انتقل إلى الصف الرابع، وسرعان ما تركها أيضاً، ومن هنا ابتدأ بطلب العلم الديني في سن مبكرة جداً، حيث كان يبلغ من العمر آنذاك التاسعة، فبدأ بقراءة الأجرومية وثنى بقطر الندى وبل الصدّى لإبن هشام، وهو قد بدأ دراسته الحوزوية هذه مع إنفتاح تام على الأجواء من حوله، وكان يتحسس من نفسه أنه لن يكون عالماً دينياً تقليدياً، فراح يتواصل مع الأفكار والهموم الثقافية التي انشغلت بها المجلات المصرية واللبنانية والصحف العراقية في تلك المرحلة، فقد كان يقرا مجلة المصور المصرية ومجلة الرسالة التي كان يصدرها حسن الزيّان، ومجلة الكاتب التي كان يصدرها طه حسين، وفي ظل هذه الأجواء نظم الشعر مبكراً، ولعل أول تجربة شعرية له خاضها عندما كان في سن العاشرة من عمره إذ ألف قصيدة جاء فيها:
فمن كان في نظم القريض مفاخراً ففخري طراً بالعلى والفضائل.
وكان أوّل الأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم هو والده المغفور له المقدس السيد عبد الرؤوف فضل الله، حيث بدأ الدراسة التقليدية حتى أكمل عنده ما يسمّى بالسطوح، وهي الدراسات التي يقرأ فيها الإنسان في الكتاب ليشرحه له أستاذه، ثم أتمّ دراسة اللغة العربية من نحو وصرف وبيان ومعانٍ وكذلك المنطق والأصول والفقه. ولم يكن له في تلك المرحلة أستاذ آخر غير والده(رحمه الله) إلا في ما يسمى بكفاية الأصول حيث درس الجزء الثاني منها على يد أحد الأساتذة الإيرانيين وهو الشيخ مجتبى اللنكراني. وانتقل بعد ذلك إلى دراسة ما يسمى بالبحث الخارج، باعتبار أن الأستاذ يقوم بإلقاء الدرس على شكل محاضرات ومن دون الالتزام بكتاب معين، وقد جرت العادة أن يكون هؤلاء الأساتذة من المراجع الدينيين أو ممن يقتربون من درجة المرجعية.
وكان تتلمذ في هذه المرحلة على يد مراجع تلك الفترة وأمثال المرجع الديني الكبير السيد أبو القاسم الخوئي(قده) والسيد محسن الحكيم والسيّد محمود الشاهرودي والشيخ حسين الحلي(قدس الله أسرارهم)، وهؤلاء جميعاً هم من الشخصيات العلمية الكبيرة في النجف الأشرف والتي تخرج على يدهم العلماء الكثيرون.
إضافة إلى ذلك، فقد درس السيد قسماً من الفلسفة في كتاب الأسفار الأربعة المعروف بالحكمة المتعالية للملا صدرا الشيرازي، على يد أحد الأساتذة الكبار في ذلك الوقت الملا صدرا البادكوبي، والذي كان الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر، قد درس عليه أيضاً مدة خمس سنوات حيث قد أشار عليه أستاذه المقدس السيد الخوئي (قده) آنذاك أن يلتزم بهذا الدرس.
أساتذته وشيوخه
قد عرفت أن السيد تلقى دروسه العالية (البحث الخارج) على يد كبار علماء النجف ومراجعها آنذاك؛ وهم.
1 ـ أبو القاسم الخوئي(قده)، ولد عام 1317هـ، وهاجر إلى النجف الأشرف عام 1318هـ وتتلمذ على أساتذتها الكبار أمثال شيخ الشريعة الأصفهاني، والمحقق ضياء العراقي ، والشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني، والشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ محمد جواد البلاغي والسيد حسين البادكوبي... ويعد اكبر فقيه معاصر، حيث تزعم الحركة العلمية في النجف الأشرف مدة كبيرة زمنياً، وقد أطلق عليه لقب زعيم الحوزة العلمية، وقد تصدى إضافة إلى ذلك للمرجعية إلى أن توفي رحمه الله.
2ـ السيد محسن الحكيم(قده) ولد في النجف الأشرف عام1306 هـ ودرس على أساتذتها الكبار أمثال الشيخ الخراساني صاحب الكفاية والشيخ محمد حسين النائيني والمحقق العراقي، ويعد من المراجع الكبار حيث كان المجتمع الإسلامي آنذاك يعج بالأفكار الماركسية والشيوعية، فوقف حيالها موقفاً جريئاً وعظيماً وأصدر فتواه الشهيرة "الشيوعية كفر وألحاد".
3ـ السيد محمود الشاهرودي(قده) ولد في إحدى قرى شاهرود عام 1301هـ وهاجر إلى النجف الأشرف وحضر عند الشيخ محمد كاظم الخراساني، وبعد وفاته تتلمذ عند المحقق العراقي ثم الشيخ محمد حسين النائيني، وقد حظي بموقع علمي متميّز لدى أستاذه الأخير. وهو واحد ممن اتسمت مرجعيتهم بالشمول، فقد شملت مرجعيته العالم الإسلامي؛ وتوفي رحمه الله عام 1396هـ.
4ـ الشيخ حسين الحلي(قده) ولد في حدود سنة، نشأ على أبيه الذي كان من فقهاء النجف الصلحاء فتعلم المبادئ، وقرأ على جملة من الأفاضل وحضر في الفقه والأصول على بعض الأساتذة وكانت عمدة تتلمذه على الميرزا حسين النائيني(قده):؛ حيث حضر دروسه سنين طوالاً فنبغ بين أقرانه، وكان يعرف بالتحقيق والتبحر والثقة والعفة وشرف النفس وحسن الاخلاق وصفة التواضع؛ توفي عام 1394هـ.
5ـ الملا صدرا القفقازي المعروف بالشيخ صدرا البادكوبي.
ولد في إحدى قرى "بادكوبه" في أسرة علمية عام 1316 هـ. درس على أبيه ثم قرا على عمه العلوم الأدبية والرياضية وبرع فيها، هاجر إلى النجف الأشرف عام 1348هـ فحضر على الشيخ النائيني والشيخ الأصفهاني والسيد حسين البادكوبي... مارس تدريس السطوح والفلسفة في الحوزة العلمية في النجف أكثر من أربعين عاماً ولم يتوقف عن العطاء حتى وفاته عام 1393هـ، وكان من أبرز أساتذة العقول في النجف.
6ـ والده السيد عبد الرؤوف فضل الله(قده) ولد عام 1325 هجريةٍ، هاجر إلى النجف وتتلمذ على الميرزا فتّاح الشهيديوالسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد عبد الهادي الشيرازي وبلغ مرتبة عالية من الفضل والكمال، وتصدّى للتدريس وكان ملازماً لأخيه السيد محمد سعيد وبعد وفاته عاد إلى جبل عامل، وواصل جهاده العلمي وتصدى للإمامة والقضايا الشرعية، وكان على جانب كبير من الورع والزهد والتقوى والاخلاق والعرفان؛ وكان له تأثير كبير على سيدنا الأستاذ، وقد أفاد منه الكثير الكثير حتى آخر لحظة من حياته.
يقول سيدنا واصفاً حياته مع والده:" لعل الشخص الوحيد الذي عشت معه كل حريتي في النقاش معه، بكل شيء حتى في المحرمات من النقاش هو المرحوم والدي... لأنه كان يملك الأفق الواسع المنفتح الذي لا يتصوره الناس الذين كانوا يترددون إليه.. وهو يمثل العالم الروحاني الذي ينطلق الناس إليه في أجواء القداسة، وقد يتصورونه بشكل خاطىء، شخصاً بعيداً عن الحياة.. وبعيداً عن الإنفتاح..... كان يستمع إلي، وأنا صغير، في كل ما يدور في ذهني من أفكار، ومن أوهام، ومن خيالات ويناقشني كما لو كنت إنساناً املك فكراً ناضجاً، وكانت المناقشات تمتد بيني وبينه حتى أننا كنا نثقل أجواء العائلة ونحن على مائدة الغداء أو العشاء..
وهذه الطريقة في الحوار، كانت مدخلاً لإثارة ما أحتاجه من مناقشات في ذلك الجو وكان يستجيب لي... وأذكر أن هذا الحوار الدائم المستمر في القضايا الفكرية، والقضايا الأصولية، والقضايا الفلسفية، والقضايا السياسية والاجتماعية، لم تتوقف طيلة حياتي معه، حتى أن آخر ليلة من حياته، شهدت بيننا مناقشة علمية حول إحدى المسائل الفقهية، ولذلك فإنني اعتقد أن الإنسان الذي جعلني منفتحاً على كل الفكر، وواسع الصدر في كل المناقشات مهما كانت معقدة واحترام الرأي الآخر والإنسان الآخر، هو المرحوم والدي.
7ـ عمّه السيد محمد سعيد فضل الله، ولد عام 1316هـ، وهو هاجر إلى النجف الأشرف عام 1337هـ، وحضر على الميرزا محمد حسين النائيني، والميرزا فتاح التبريزي الشهيدي، والسيد أبو الحسن الاصفهاني والسيد عبد الهادي الشيرازي، وبلغ درجة سامية من الاخلاق وحاز قسطاً وافراً من العلم، وقد عرف بالتقوى والورع والبعد عن زخارف الدنيا والعزلة عن الناس والمجتمع، وكان من المؤهلين للمرجعية، وكان يشار كثيراً إليه في ذلك، استوطن النجف وأقام فيها حتى توفاه الله في سنة1374 هـ.
والمرحوم وإن لم يكن من أساتذة السيد، إلاّ أننا ذكرناه باعتباره من أساتذته وشيوخه، لأنه ترك أثراً كبيراً في شخصيّة سيدنا، وقد صرّح هو بذلك قائلاً: "لقد تأثرت كثيراً في النجف الأشرف بشخصيتين لا أزال أحمل لهما المشاعر العميقة في احترام علمهما، واحترام استقامتهما وسلوكهما وابتعادهما عن كل مظاهر الجاه، وهما المغفور له والدي والمغفور له عمي السيد محمد سعيد فضل الله، وكان من المجتهدين الكبار في النجف الأشرف، وكان محل ثقة النجف كلها في علمه وزهده وتقواه، وكان مرشحاً للمرجعية في النجف.
لكنه رفض ذلك لزهده في الدنيا، ومات ودفن في النجف الأشرف.. لقد كنت أجلس إليه وأنا طفل، أتحدث معه أحاديث أكبر من سني، وكان ينفتح علي في ذلك الجّو، وكان يحدثني الأحاديث التي تعتبر أكبر من سنّي، لأني كنت أحسّ منه أنه يأمل بي خيراً في المستقبل، وكان السيد محمد سعيد يقول إلى بعض أقربائه، إن هذا الولد، ويشير إلى السيد، هو الذي سوف يهيء في المستقبل الموقع المتقدم للعائلة في تاريخها، ولذلك كان يشجعه كثيرا...... ويقول السيّد عنه: "لقد تأثرت بشخصيته كثيراً، وكنت أختزن في داخلي الكثير من معاني الروحانية، التي كنت أتحسسها في الجلوس بين يديه، كما أنني كنت أعيش الأفاق العالية التي كان يمثلها موقعه العلمي مما يدفعني للعمل من أجل الوصول هذا المستوى أو أتجاوزه، وقد أثرت وفاته بي تأثيراً عميقاً جداً.."
حركته الأدبية والعلمية المباركة:
تعاون السيد مع الشهيد المغفور له السيد محمد مهدي الحكيم أبن المرجع الديني السيد محسن الحكيم(قده) وكان ابن خالة سيدنا الأستاذ، فأصدرا مجلة خطّية بإسم [الأدب] وكانا يحرراها وهو في سن العاشرة أو الحادية عشرة، حيث كانا يكتبا نسخاً على عدد المشتركين...... ثم شارك بعد ذلك بالعمل الصحافي عندما أصدرت جماعة العلماء في النجف الأشرف، مجلة الأضواء سنة(1380هـ) وهي مجلة ثقافية إسلامية ملتزمة، فكان أحد المشرفين عليها، وقد كان يكتب الإفتتاحية الثانية بعنوان (كلمتنا) وقد جمعت هذه فيما بعد في كتاب تحت إسم (قضايانا على ضوء الإسلام)؛ وقد كان يكتب الإفتتاحية الأولى الشهيد السعيد السيد باقر الصدر تحت عنوان(رسالتنا).
ومن الجدير الإشارة إلى أن السيد كتب الشعر في وقت مبكر من عمره، ولكن حيث كان يعتبر بعض الناس ذلك سلبياً لأن من يشتغل بذلك ينظر إليه على انه غير محصِّل وغير مشتغل بالعلم باعتبار أن الشعر يشغله عن الدرس، ذهب السيد في وقتها إلى عمه المغفور له السيد محمد سعيد(قده) ليعرف نصيحته في ذلك، أي هل يستمر في نظم الشعر أو يتركه، ولكن المرحوم شجعه على الإستمرار في ذلك، وقال له إن الاجتهاد يحتاج إلى ذوق صافٍ وسليم في فهم اللغة، والأدب يعين على صفاء الفهم الواعي والذوق السليم، لأن الإجتهاد ينطلق في فهم الكتاب والسنّة من ثقافة أدبية تستطيع أن تفهم إيحاءات الكلام إلى جانب مضمونه، لذا فقد شجعه على الإستمرار في هذا الخط الأدبي.
عودته إلى لبنان للتبليغ
بعد أن نهل السيد من المناهل العذبة والمنابع الصافية على يد أساتذة النجف نحو إثنتين وعشرين سنة، حيث أنهى دراسته سنة 1385هـ، عاد السيّد إلى لبنان بعد أن كان قد زاره في سنة(1952م) وصادف حينها حلول ذكرى أربعين وفاة السيد محسن الأمين فشارك في الذكرى بقصيدة رثى فيها العلامة الأمين، لكنها لم تكن قصيدة رثاء تقليدية حيث قالت عنها الصحف اللبنانية آنذاك إنها أثارت المشاعر، فقد عالجت كثيراً من القضايا المطروحة في الساحة يومذاك، فأشارت إلى الاستعمار الفرنسي وإلى الوحدة الإسلامية وإلى مشاكل الشباب كالبطالة والهجرة ونحوهما…
وفي سنة (1966م) تلقى السيد دعوة من مجموعة من المؤمنين من الذين أسسوا "جمعية أسرة التآخي" وكانوا مقيمين في منطقة النبعة بضاحية بيروت الشرقية، للإقامة عندهم، وخصوصاً أن ظروف النجف يومها فرضت عليه الهجرة من النجف، فلبّى الدعوة، وبدأ العمل في منطقة برج حمود، من خلال إدارة الندوات الثقافية وإلقاء المحاضرات الدينية والتي كانت تنفتح على المسألة الإجتماعية.
وكان هم السيّد أن لا ينقطع عما بدأه في النجف من تنمية قدراته العلمية، فلم يقتصر على عمله الذي بدأه، بل ركز اهتمامه على الدراسات الفقهية مؤسساً حوزة دينية عُرفت بإسم "المعهد الشرعي الإسلامي". وضمت مجموعة من الطلاب، تحوّلوا بعد ذلك إلى شخصيات فاعلة في أكثر من حقل، وكان من بين طلابها الأوائل الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب، وكان من طلابها أيضاً العديد من علماء الدين، ثم بالإضافة إلى ذلك حاول السيّد أن يركز الجانب الثقافي لتلك المنطقة فأسس مكتبة عامة، كما أسس نادياً نسائياً وجعل له مركزاً في بناية أسرة التآخي، وأسس أيضاً مستوصفاً صحياً.
ثم لما فرضت عليه الحرب الأهلية في لبنان ترك المنطقة، وعندما شعر أن لا فائدة من البقاء إنتقل إلى الضاحية الجنوبية، وبدأ بالعمل بالطريقة نفسها التي بدأها في منطقة النبعة، فقد كان أهم شيء يشغل باله هو تعليم الناس وتربيتهم، فاتخذ المسجد نقطة إنطلاق من خلال إمامته للصلاة يومياً، ومن ثم إلقاء دروس التفسير والعظات الدينية والأخلاقية إضافة إلى إحياء المناسبات الكبيرة والتي كان أهمها "عاشوراء". وسرعان ما صب اهتمامه إلى الناحية الفقهية والعلمية، فكان طلابه يقصدونه في بيته صباحاً لتلقي الدروس على يديه وكان يبدأ بذلك باكراً، مواظباً بشكل يثير العجب لدى طلابه، وكان لا يحب التعطيل حتى في مناسبات اعتادت الحوزات العلمية أن تعطل دروسها فيها... كل ذلك للإستفادة من الوقت، لأن الاستعمار، كما كان يعبر دائماً، إستنفر كل طاقاته من أجل محاربة الإسلام، مما يتطلب أن نعيش حالة الطوارئ إزاء هذا الإستنفار، والعمل على بناء الذات ثقافياً وعلمياً حتى نكون في المستقبل قادرين على قيادة المجتمع في هذا الإتجاه.... فإذا لم نحسن إستغلال الوقت الآن، فسوف يكون ذلك على حساب ما يمكن أن نصل إليه في المستقبل، بحيث لا نكون مؤهلين لذلك، لأننا إذا لم نتعلم الآن... فسوف لن نستطيع ذلك في المستقبل.. ولا يزال السيد على ذلك منذ أن تعرفت إليه حين بدأت الدراسة في أوائل السطوح عنده، ولعلّ ذلك كان في أوائل إنتقاله من منطقة النبعة في برج حمود؛ وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، بل إنه، حفظه المولى، وسّع من نشاطه وأفتتح حوزة المرتضى في الشام في منطقة السيدة زينب(ع) ليواصل مسيرته التي بدأها منذ أكثر من ثلاثين سنة، أي إلقاء الدروس في الفقه والأصول على طلاّبه.
النشاط الإجتماعي للسّيد
إضافة إلى النشاط العلمي والتبليغي الذي دأب عليه منذ عودته من النجف الأشرف، ركز السيد اهتمامه على الناس المستضعفين إمتثالاً لقوله تعالى: {وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا}..
فعاش آلامهم وهمومهم، وبذل ولا يزال جهوداً استثنائية لمعالجة مشاكلهم في مختلف المجالات، وقد التقط في وقت مبكر، طبيعة المخاطر التي استهدفت المستضعفين مع اندلاع الحرب الاهلية وتصاعد الاعتداءات الصهيونية، وما ولدته من واقع اجتماعي مأساوي تمثل في الخسائر الكبرى التي لحقت بأنفس الناس وممتلكاتهم، مما كان ينذر بمضاعفات بالغة السوء، فصب اهتمامه الكبير، وبمعونة الخيّرين، على تأسيس مشاريع وبناء مؤسسات تحتضن الايتام وأبناء الشهداء والفقراء والمعاقين، فكانت جمعية المبرات الخيرية نموذجاً رائداً في هذا الصدد، وامتد عمل هذه الجمعية من بناء مبرات للايتام إلى إنشاء المؤسسات الاجتماعية والصحية والمساجد مروراً بمؤسسات الاعاقة:
مبرات الايتام
1 ـ مبرة الامام الخوئي، بيروت (الدوحة)
2 ـ مبرة الامام زين العابدين(ع)، البقاع (الهرمل)
3 ـ مبرة الامام علي بن أبي طالب(ع)، جبل عامل، طريق معروب ـ شحور
4 ـ مبرة السيدة مريم(ع)، جبل عامل، جويا
5 ـ مبرة السيدة خديجة الكبرى(ع)، بيروت، بئر حسن
6 ـ مشروع مبرة الحوراء زينب، البقاع الغربي، سحمر
مؤسسة الامام الهادي(ع) للاعاقة السمعية والبصرية
1 ـ مدرسة النور للمكفوفين، بيروت
2 ـ مدرسة الرجاء للصم، بيروت
المراكز الصحية
1 ـ مستشفى بهمن، بيروت حارة حريك
2 ـ مشروع مستشفى السيدة الزهراء(ع)،جبل عامل ـ العباسية
مؤسسة سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله للاعمال الخيرية والاجتماعية
وهذه المؤسسة التي تعمل تحت عنوان مكتب الخدمات الاجتماعية تقدم مساعدات لآلاف المحتاجين خلال العام، وتتوزع إما على شكل مساعدة شهرية أو مقطوعة مالية، وأما مساعدات تربوية وصحية، ويستفيد منها حوالي مئة ألف شخص سنوياً، يقدر المعدل الوسطي لها خلال السنوات الاخيرة بستة مليارات ليرة في السنة.
النشاط الفكري والسياسي
إنفتح سماحة السيد على ثقافة العصر، ورسم لشخصيته ملامح خاصة، تفرد بها عن أقرانه، فكان صاحب عقل حواري منفتح تأسس على قاعدة فكرية غنية، وصقلته التجارب المتنوعة، مما جعله يدرك ومنذ البداية أهمية تقديم الطرح الاسلامي بالصورة التي تتناسب والتطورات الفكرية والتنظيمية التي يشهدها الواقع، وخصوصاً بعدما فقد التبليغ الديني دوره في التأثير، وصارت الافكار والتيارات الاخرى مصدر الاستقطاب الاساسي للشبيبة الاسلامية.
تعلّم من مدرسة الرسول(ص) وآل بيته(ع) طريقتهم في التفكير والعمل، وفهم القرآن منهجاً للفكر والحركة فأمده ذلك بعدة معرفية وحوارية أتقن استخدامها، وتُظهر كتاباته وخطبه وكيفية تعامله مع الناس معالم أسلوب متميز في العمل، أبرزه في الساحة العربية والاسلامية داعية حوار من المستوى الرفيع، متمتعاً بخاصية جوهرية وسمت شخصيته وجعلته محط اهتمام عام، حتى بات سماحته والحوار صنوان، الأمر الذي بدّد كثيراً من الاوهام والصور المزيفة عن الاسلام والتشيع.
أولى سماحته اهتماماً فائقاً بالتربية الروحية واعتبرها جوهر بناء الشخصية الاسلامية، وسهر على إعداد هذه الشخصية بشكل متكامل على الصعيدين الروحي والفكري، فواظب على صلاة الجماعة رغم قسوة الظروف الشخصية والعامة، وطرح الاسلام بطريقة جذابة وعصرية، مولياً العناية الشديدة لهموم وآمال وطموحات عنصري الشباب والنساء باعتبار أنّ نهضة الأمة لا تقوم إلا على هاتين الركيزتين.
أكسبه جواره لمقام أمير المؤمنين(ع) في النجف الاشرف ارتباطاً خاصاً بعلي(ع)، فعاش بصدق تجربته بكلّ حلاوتها ومرارتها، واستمد من هذا المعين زاداَ ساعده على خوض التحديات، وعلى تقديم خطاب إنساني عام يشكل نهج البلاغة مضمونه المعرفي. وانفتح على رموز الاديان والمذاهب وشن حرباً لا هوادة فيها ضد التعصب والانغلاق مؤكداً على الاسلام المنفتح الذي يستوعب الانسانية جمعاء.
وانشغل سماحته بمحاربة الجهل والتخلف، فمسجده في بئر العبد ومن ثم في حارة حريك تحولاً إلى مدرسة تنشر المعرفة والاخلاق وتستنفر الهمم والطاقات، من خطب الجمعة إلى دروس الاخلاق والتفسير، ووزع نشاطه على الجامعات والمؤسسات التربوية والمنتديات الثقافية مربياً ومعلماً ومحاوراً. وفي هذا السبيل سخر إمكاناته لتعميم الوعي ونشر الثقافة الاسلامية.
يحمل سماحة السيّد ـ ومن موقعه المرجعي ـ هم إعادة الاسلام إلى الحياة بأنصع صورة، ويستغرقه هذا الهم إلى درجة التفاني في العمل رغم حالته الصحية الصعبة، فهو حركة لا تهدأ، وعزم لا يلين. له ثقة بالله لا تنقطع وروحية عالية استمدت منها الأمّة ثباتاً وصموداً وتفاؤلاً في أقسى الظروف. محارب جسور ضد الاستكبار ومقاتل ببسالة من أجل الحرية. يقف بقوة إلى جانب حركات التحرر، ويحرص بكل ما له من طاقة على احتضان الحركة الاسلامية العالمية وترشيد مسارها.
وشارك في إطار هذا التوجه في تأسيس الحركة الاسلامية في العراق إلى جانب الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قده)، وكانا يخططان معاً لولادة حركة إسلامية في الواقع الاسلامي الشيعي. وركز جهوده منذ أواخر السبعينات لإنجاح تجربة الجمهورية الاسلامية في إيران والحركة الاسلامية في لبنان، فدافع عن الاطروحة الاسلامية في كل المحافل والمنابر خطيباً ومحاوراً ومحاضراً وكاتباً وداعياً إلى جهاد المحتلين الصهاينة. مما أقلق القوى المعادية ودفعها للقيام بالعديد من محاولات اغتيال نفذتها أجهزة استخبارات محلية وإقليمية ودولية، كان أكثرها دموية تلك التي قامت بها المخابرات المركزية الامريكية حسب اعتراف مديرها آنذاك "وليام كايسي" والذي ورد في كتاب مذكراته الشهير "الحجاب"، حيث تم تفجير سيارة مفخخة في أثناء وصول سماحته إلى منزله في بئر العبد، مما أدى إلى سقوط ما يقرب من ثمانين شهيداً ومائتي جريح، وقد نجا منها بأعجوبة.
واستهدف سماحته لمرات ثلاث من جانب أجهزة استخبارات عربية، الاولى حين تعرض موكبه لكمين مسلح قرب منطقة الغبيري، والثانية محاولة اقتحام منزله ومواجهة الحرس لهم، وقد استشهد في المواجهة أحد الحراس واسمه حسن عز الدين، أما الثالثة فكانت إطلاق صاروخ على غرفة نومه قبيل الفجر. وحاولت الاستخبارات الصهيونية اغتياله في مسجد بئر العبد لكنها باءت بالفشل، وقد استهدف منزل سماحته مرات عديدة بالقصف أصيب في إحداها أحد أبنائه.
أدرك منذ وقت مبكر الأهمية المركزية للقضية الفلسطينية بالنسبة إلى الوضع الاسلامي العام، واعتبر الغزو الصهيوني لفلسطين مقدمة لغزو بلاد العرب والمسلمين، وهو لا يكل عن دق جرس الانذار لتستيقظ الأمة وتستنفر الهمم، محتضناً بشجاعة جهاد المقاومين ولا سيما المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان ضد الاحتلال الصهيوني، ومدافعاً عن حقوق الفلسطينيين في وطنهم فلسطين.
عرف سماحة السيّد القرآن الكريم كتاب توحيد ووحدة، ورأى الخطر على الأمة العربية والاسلامية واحداً، لذا يُطل كداعية وحدة من الطراز النادر، وينطلق في هذا التوجه من نظرة استراتيجية تحكم تفكيره وحركته، مشدداً على ضرورة أن يعي المسلمون أنّ الوحدة الاسلامية حتى على مستوى التقريب بين المذاهب من الممنوعات الاستكبارية التي يعمل المستكبرون للحؤول دون تحقيقها على المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية كافة ما يجعل من الوحدة الاسلامية قضية في مستوى قضايا التحرر من الاستكبار العالمي في خططه الشريرة في العالم الاسلامي، لأنّ عملية صنع القوة بين المسلمين سوف تعطّل الكثير من مصالحهم الحيوية في هذا العالم.
هذه المواقع والادوار والسمات التي ميّزت سماحته، تأسست على أخلاق كريمة وتواضع محبب جعل شخصه مقصداً لمختلف قطاعات الناس، ما توّجهُ رمزاً كبيراً من رموز الأمّة، يتعدى تأثيره حدود الدين والطائفة، وهو ما أدى إلى أن يكون مصدر إعجاب وقلق في آن.
يحاربه المستكبرون والمتعصبون من الاديان الأخرى بسبب ما يسمونه "أصوليته" ويهاجمه المتزمتون من المسلمين بحجة "اعتداله" وأفكاره التجديدية، وتحذر المؤسسة الدينية التقليدية والرسمية منه وتخافه على مصالحها، ويتقاطع كل هؤلاء على النيل من موقعه، لكنّ رجاحة تفكيره وسعة علمه وقوّة حضوره وتميّز نشاطاته فوت الفرصة على الجميع. وينشغل سماحته عن كل ذلك بتقديم الاسلام الأصيل بصورة مشرقة مكنته من استقطاب قاعدة جماهيرية واسعة ولا سيما في صفوف الشباب المثقف.
زار بلداناً عدة محاضراً وداعياً كالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا والهند وإيران والجزائر وغيرها وشارك في المؤتمرات الاسلامية والفكرية.
حرص سماحة السيد على تركيز هذا النشاط المتعدد الجوانب على قاعدة صلبة، فانصبت جهوده نحو بناء المؤسسات التعليمية والرسالية والاعلامية والحوزية:
المدارس
1 ـ مدرسة مبرة الامام الخوئي، بيروت (الدوحة)
2 ـ ثانوية الامام الباقر(ع)، البقاع (الهرمل)
3 ـ ثانوية الامام الجواد(ع)، البقاع (علي النهري)
4 ـ مدرسة الامام علي بن أبي طالب(ع)، جبل عامل (معروب)
5 ـ ثانوية الامام الحسن(ع)، بيروت (الرويس)
6 ـ ثانوبة المجتبى(ع)، بيروت (حي السلم)
7 ـ مدرسة الامام جعفر الصادق(ع)، جبل عامل (جويا)
8 ـ ثانوية الكوثر، بيروت (بئر حسن)
9 ـ مشروع مدرسة الامام الحسين(ع)، البقاع (سحمر)
التعليم المهني
1 ـ معهد علي الاكبر المهني والتقني، بيروت (الدوحة)
مراكز العبادة والرسالة
1 ـ المركز الاسلامي الكبير، بيروت (حارة حريك) ويضم مسجد الامامين الحسنين(ع)، قاعة السيدة فاطمة الزهراء(ع)، والمركز الاسلامي الثقافي.
2 ـ مركز الامام الحسن العسكري(ع)، البقاع (سرعين)
3 ـ مركز الامام الحسين(ع)، البقاع (جلالا)
4 ـ مركز الامام علي بن أبي طالب(ع)، جبل عامل (صور الحوش)
5 ـ مسجد أهل البيت(ع)، البقاع (رياق)
6 ـ مسجد الامام جعفر الصادق(ع)، البقاع (الهرمل)
7 ـ مركز أهل البيت(ع)، الشمال (طرابلس)
8 ـ مسجد السيدة زينب(ع)، البقاع (بعلبك)
المؤسسات الاعلامية
1 ـ إذاعة البشائر
2 ـ المكتب الاعلامي
الحوزات
1 ـ المعهد الشرعي الاسلامي
2 ـ الحوزة النسائية
3 ـ حوزة صور
4 ـ حوزة المرتضى في الشام
تصديه للمرجعية الدينية
لما توفي الزعيم الديني الكبير السيد الخوئي (قده)، وبعد وفاة الإمام الخميني(قده) أيضاً، ومن ثم غياب الرعيل الأوّل والذي يعتبر من طبقة هؤلاء، أمثال السيد الكلبيكاني وغيره ممن تصدوا للمرجعية وشؤونها، ظهر فراغ كبير في هذا المجال الأمر الذي دفع كثيراً من الناس من مختلف المناطق للجوء إلى سماحته يطلبون منه التصدي مباشرة لعملية الفتوى، بعد أن كانوا يرجعون إليه دائماً للإستفسار عن أراء العلماء على إختلافهم، فقد كان حفظه الله صلة الوصل بين كثير من الناس وفي أكثر من بلد عربي وأجنبي وبين من يرجعون إليه في التقليد لثقة الناس الكبيرة به، والتي تولدت لديهم بفعل مواكبتهم لمسيرة الجهاد الطويل التي عاشوها مع السيّد، وما عرفوه منه من صبر واستقامة في هذا المجال... فلم ير إلا إجابتهم إلى ذلك، وكانت قد تجمعت لديه العديد من الإستفتاءات والمراجعات فجمعها في كتاب تحت عنوان "المسائل الفقهية" وصدر الجزءالأول ولم يكن بعد قد أصدر الرسالة العملية، وما أتاح له الانطلاقة الرائدة في هذا الميدان ممارسته الطويلة لعملية التدريس الفقهي والأصولي والذي تميز بانفتاحه على أحدث الآراء الفقهية الجدية في الحوزات بمستوى عال وراقٍ جداً، حتى ليمكن القول بأن الذين يعيشون في الحوزات العلمية الكبرى لم يتعدوا ذلك، مع الإلتفات إلى أن السيّد لديه نشاطات كثيرة ولقاءات مع الناس على مختلف مستوياتهم، ومع ذلك، فهو بذل جهداً كبيراً في هذا المجال، سيما في ظل قيامه بأعمال متنوعة ومختلفة ومرهقة، حتى كأنه لا يعرف للراحة أي معنى...
لقد أهّله هذا التمرس في الميدان العلمي ليكون جاهزاً لملء الفراغ الذي تركه كبار العلماء من الجيل السابق، ثم جمعت بقية الإستفتاءات وصدر الجزء الثاني من المسائل الفقهية، وبعد ذلك علق سماحته على الفتاوى الواضحة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وادمجت التعليقة مع المتن فصارت معبرة عن آرائه، دام ظله الشريف، وما زال بصدد الإنشغال برسالته العملية المستقلة والتي تحتوي على جميع الأبواب الفقهية حيث أصبح الجزء الكبير منها جاهزاً، و قد صدر مؤخراً الجزء الأوّل منها وبعنوان "فقه الشريعة".
ولكن لا بد من الإلتفات إلى نقطة مهمة في هذا الصدد مفادها أن المرجعية التي طرح السيّد أفكاراً إصلاحية حولها يمكن تسميتها بالمرجعية الشاملة لأنها تتسع بسعة دور الإسلام الشامل في الحياة، فهو (دام ظله) يمتلك مشروعاً خاصاً للمرجعية الدينية ينطلق من شخصية المرجع وينتهي بالعالم كواقع سياسي وثقافي واجتماعي…
وطرح حول ذلك أفكاراً وأسساً لا زالت محط أنظار الكثيرين من رواد الإصلاح في هذا المجال، وهو يسعى بالمرجعية القائمة على المؤسسات لا على الأشخاص التي ينبغي أن تشق طريقها في عصرنا الراهن لتكون الحل الكبير للمشاكل الكبيرة التي تواجه العالم الإسلامي، ومن المعلوم أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة... ونسأله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمره الشريف ليعمق هذا المفهوم أكثر واكثر في حياة الأمة الإسلامية.
مؤلفاته ونتاجه الفقهي
للسيد(حفظه الله) مؤلفات كثيرة، وهي تلامس جميع ما نعايش من مشاكل وتضع الحلول المناسبة على المستوى النظري، وعلى المستوى العملي في بعض الأحيان من خلال نظرة الإسلام إلى هذه المشاكل... إضافة إلى العديد من المقالات الفكرية والثقافية في مختلف المجلات الإسلامية والتي ترعى الجانب الفكري والثقافي.
وهذه المؤلفات هي على قسمين، القسم الأوّل ـ المؤلفات العامة، والقسم الثاني المؤلفات ـ الخاصة وهي المؤلفات الفقهية الإستدلالية، والتي وإن كانت تكتب بأقلام طلابه إلاّ أنها تعبر عن الروح العامة لدروسه العالية والتي كان ولا يزال يلقيها على طلاب العلم في بيروت، في منزله الكائن في حارة حريك، وفي الشام في حوزة المرتضى(ع) في منطقة السيدة زينب(ع).
القسم الأول ، المؤلفات العامة
1 ـ قضايانا على ضوء الإسلام، وهي الافتتاحية الثانية والتي كان يكتبها في مجلة الأضواء والتي كانت تصدر عن جماعة العلماء في النجف الأشرف، وقد كتب فيها قرابة الست سنوات، فجمعت هذه الافتتاحيات وصدرت بإسم قضايانا على ضوء الإسلام، وقد طبع الكتاب طبعات عدة.
2 ـ خطوات على طريق الإسلام.
3 ـ الإسلام ومنطق القوّة.
4 ـ أسلوب الدعوة في القرآن.
5 ـ الحوار في القرآن.
6 ـ مفاهيم إسلامية عامة، صدر منها عدة حلقات.
7 ـ تأملات في آفاق الإمام موسى الكاظم (ع)
8 ـ في رحاب دعاء الافتتاح.
9 ـ في رحاب دعاء كميل.
10 ـ تأملات في الفكر السياسي الإسلامي (كتاب التوحيد)
11 ـ في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي.
12ـ دنيا الشباب.
13ـ دنيا المرأة.
14ـ فقه الحياة.
15ـ تأملات إسلامية حول المرأة.
16ـ من عرفان القرآن إعداد السيد شفيق الموسوي.
17ـ للإنسان والحياة إعداد السيد شفيق الموسوي.
18ـ خطب الجمعة التي ألقيت في مسجد بئر العبد ومسجد الامامين الحسنين(ع)
أ ـ الجمعة منبر ومحراب.
ب ـ صلاة الجمعة ـ الكلمة والموقف.
19 ـ المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية.
20 ـ صراع الارادت.
21 ـ تحدي الممنوع.
22 ـ حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع.
23 ـ قضايا إسلامية معاصرة.
24ـ الزهراء(ع) نموذج المرأة العالمي.
25 ـ خطاب الإسلاميين والمستقبل.
26 ـ الحركة الإسلامية هموم وقضايا.
27 ـ على شاطىء الوجدان(ديوان شعر)
28 ـ قصائد للإسلام والحياة.(شعر)
29ـ المشروع الحضاري الإسلامي.
30ـ يا ظلال الإسلام (شعر)
31ـ مع الحكمة في خط الإسلام.
32ـ حديث عاشوراء.
33ـ المسائل الفقهية ج1وج2
34 ـ الإسلاميون والتحديات المعاصرة.
35ـ الفتاوى الواضحة ج1.
36ـ مناسك الحج.
37ـ الندوة، وهو مجموع المحاضرات مع الأسئلة والأجوبة والتي تقام أسبوعياً في حوزة المرتضى(ع) في الشام، وصدر منها حتى الآن أربعة مجلدات كبار.
38ـ في رحاب أهل البيت (ع)
39ـ حركة النبوة في مواجهة الإنحراف.
40 ـ من أجل الإسلام.
41 ـ المقاومة الاسلامية.
القسم الثاني ، المؤلفات الخاصة
1ـ كتاب الجهاد بقلم السيد علي فضل الله.
2ـ رسالة في الرضاع بقلم محمد أديب قبيسي.
3ـ كتاب النكاح، ج1 بقلم الشيخ جعفر الشاخوري.
4 ـ كتاب الوصية.
5ـ كتاب الاجارة بقلم السيد محمد الحسيني.
6ـ كتاب القرعة والإستخارة.
7ـ كتاب النذر واليمين والعهد.
8ـ كتاب الصيد والذباحة.
هذه الكتب التي طبعت وأنجزت، وهناك بعض الكتب الأخرى تحت الطبع أو في طريقها إلى المطبعة وهي:
9ـ رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار بقلم محمد أديب قبيسي
10ـ كتاب النكاح الجزء الثاني الشيخ جعفر الشاخوري.
11ـ كتاب الطلاق وتوابعه بقلم محمد أديب قبيسي
12ـ كتاب المواريث بقلم الدكتور خنجر حميّة.
13ـ كتاب الأطعمة والأشربة.
14ـ كتاب القضاء.
15 ـ من وحي الصحيفة السجادية (3مجلدات)
من وحي القرآن:
وهو تفسير للقرآن، بدأ به سماحته من خلال تدريسه الأسبوعي لتفسير القرآن بدءاً من مسجد الشياح ومسجد بئر العبد وأخيراً في مسجد الإمامين الحسنين الكبير في حارة حريك.
وكان (حفظه الله) كثيراً ما يكتب مسودات هذا التفسير وهو في الطائرة مسافراً، وقادماً من سفر، أو وهو في الفندق، حتى وهو في الملجأ وتحت دوي الإنفجارات أثناء الحرب اللبنانية؟ أو بين استقباله لإنسان وتوديعه لآخر، لأن السيّد يتميز بقدرة على انه إذا دخل في جو معين إنفصل تماماً عن الجو الذي قبله، ولذا فلا يشغله أبداً عندما يدخل في جو آخر، ويعتبر هذا التفسير، دروساً عملية مستوحاة من القرآن الكريم أكثر مما هو تفسير لمفردات وآيات كتاب الله العزيز...
وقد أودع سماحة السيد خلاصة أفكاره عن الكون والحياة والإنسان وما يتعلق بذلك والتي إستفادها من القرآن الكريم، ووضعها في ثنايا هذا التفسير، وهو كما يقول: "وكتابي من وحي القرآن، والذي هو من التفاسير التي اعتز بها من خلال مستواها وجدّتها."…
وقد طبع هذا الكتاب في 25 جزءاً من الحجم المتوسط، وتوالى طبعه مرات عدة لأن نسخه كانت تنفد بسرعة، حتى أنه الآن لا توجد دورة كاملة لهذا التفسير في المكتبات، بل الغالب وجود بعض الأجزاء المتفرقة، ولذا سعى سماحته إلى إعادة صياغة هذا التفسير وزيادة بعض الإضافات الهامة، من دون أي مساس بجوهره وما ورد فيه من أفكار كانت تعبر عن رأيه فيما تطرق إليه. وقد صدر الكتاب في 24 مجلداً من الحجم العادي.
تربيته لطلابه وكيفية تعامله معهم
لعل من المناسب في هذه الوجيزة، أن أبين بعض ما دأب عليه سيدنا الأستاذ في خلال إلقاء دروسه سواء السطوح منها أو بحث الخارج، فسماحة السيّد لا يكتفي بتربية الطالب تربية فكرية من الناحية الفقهية والأصولية فحسب، بل غالباً ما يغتنم الفرص والمناسبات موجهاً نصائحه وإرشاداته إلى طلابه والتي كان يحرص على أن يفيد منها طلابه، فهو معلم ومربٍ في آن واحد.
فمن جملة نصائحه ولعلها مما استفادها هو بدوره من أساتذته أن لا يكون هم الطالب طي المراحل والكتب فتعبيره "قليل قرّ خير من كثير فرّ" لا زال صداه في أذني لأن العبرة بالتحصيل، وهذا هو الذي يجعل من الإنسان عالماً في ما يستقبل من حياته.
ومنها أيضاً، أنه كان يردد ما قاله الشهيد الثاني على ما أذكر، وخلاصة القول أن عليك أن تعطي جهداً كبيراً ووقتاً واسعاً لتحصيل العلم، لأن العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه، فكيف إذا أعطيته بعضك!؟ ومنها أيضاً، أن إستظهار المطالب من دون فهم وتعمق لا يغني الطالب شيئاً، فإن على الطالب تحصيل الفهم والقناعة لا الحفظ… فكثيرون هم الحفّاظ، ولكن قليلين هم العلماء… وفي رأي السيد أن على الطالب أن يجتهد بحسب مراحل درسه، فمثلاً من ينهي دراسة ولو مثل كتاب "النحو الواضح" فإن عليه أن يكون مجتهداً في هذا الكتاب… وهكذا فمن يبدأ حياته العلمية بهذه الطريقة لا بد وان يصل ـ إذا إستمر ـ إلى مرحلة الاجتهاد..
وكذلك فإن من أهم المسائل التي كان يركز عليها هي كتابة الدروس والمذاكرة حتى أنه روى ذات مرّة عن بعض أساتذته أن أحد طلاب المحقق النائيني(قده) ـ وكان يطلب من طلابه كتابه دروسه ـ سأله المحقق عن كتابة الدرس، فقال له الطالب: غداً إن شاء الله أكتبه فما كان من المحقق إلاّ أن قال له: كان ينبغي عليك كتابة درسك اليوم فإن لليوم درس آخر، ولا ينبغي تأجيل ذلك فإن للغد عمل آخر...
وهكذا كان يحرص على تربية طلابه ويوجههم الوجهة التي لو سلكوها لوصلوا إلى نتائج جيّدة…
ومن الوصايا المهمة أيضاً هي دعوته لطلابه في أثناء حلقة الدرس أن يضعوا نصب أعينهم أن يكونوا مجتهدين، فإذا قدّر الله لهم في المستقبل أن يصلوا إلى مراكز متقدمة تحتاج إلى العلم، فإنهم يكونون على إستعداد لذلك، وإلاّ فحسبهم أنهم وصلوا إلى مرتبة يقال فيها إنهم نوّاب للإمام(عج)، ويكفي الإنسان شرفاً أن يكون نائباً للحجة، ولو لم يتحول ذلك إلى مرحلة الفعلية.
لقد إمتازت دروسه في مرحلة السطوح بالسعي الدؤوب لإفهام الطالب مراد صاحب الكتاب، لأن فهم أراء العلماء هو نصف العلم، فلا يعمد في هذه المرحلة إلى حشد كمية من الأراء والإشكالات والاعتراضات على صاحب الكتاب، فيثقل بذلك على ذهن الطالب، مما قد يشوش عليه عملية الفهم، لأن مرحلة السطوح تتطلب أن يتقن الطالب الكتاب الذي يُدرّس ويعرفَّ أراء صاحب الكتاب، لا أن يصل إلى نهاية العلم من مجرد قراءته لكتاب فقهي أو أصولي أو غير ذلك؟ حتى إذا وصل الطالب إلى مرحلة الخارج وقد أنهى مرحلة السطوح بإتقان وإجتهاد أصبح مؤهلاً لتلقي الإعتراضات والإشكالات وما يلحقها من تشعبات، باعتبارها المرحلة التي ينبغي أن يقف فيها على كل ما يمكن أن يقال أو ما قيل في هذه المسألة ليتكون بذلك له رأي خاص.
ومن المقارنات اللطيفة والتي كان سماحته يلفت إليها طلابه خلال تدريسهم الكفاية أو الرسائل وهما من الكتب الأصولية الهامة والتي عليها مدار البحث والتدريس الأصولي، ما قاله عن إسلوب صاحب الكفاية الذي وصفه بالإستبداد، لكونه يردد دائماً أن الحق كذا، وهذا ـ في مرحلة تربية الطالب ـ يوحي بأن الرأي الصواب هو هذا الرأي وما دونه فخطأ قطعاً، أي هذا هو الحق، وغيره ليس كذلك. وأما أسلوب صاحب الرسائل فعلى العكس من ذلك، لما يتمتع به من مرونة في العرض فيقول مثلاً، الأقرب كذا… إلا أن يقال كذا… ليعرفه أن في المسألة أكثر من رأي ممكن، وفي النهاية لا بد من اتباع الدليل، وهذا الأسلوب هو الذي يفتح آفاق الطالب ويجعل عنده القابلية للأخذ والرد، بنحو يفسح دائماً في المجال للإحتمال المضاد،وكانت طريقة الشيخ الأنصاري صاحب الرسائل أنه ومهما كان الرأي غريباً أو شاذاً فإنه يعالجه معالجة علمية للرد عليه، فلا يكتفي بوصف هذا الرأي مثلاً بالسخف فلا يعود يلتفت إليه، بل يحاول أن يعرض رأي الآخرين مهما كان بأوضح بيان وأقوى صورة ليرد عليه رداً علمياً متيناً… وهكذا..
وكان دائماً يحاول إثارة الأفكار أمام الطلاب ليبدأوا عملية البحث والإجابة بنحو يشبه القيام بعملية تدريب ميدانية للطالب.
شهادات في حق السيّد
إجتمعنا ذات مرّة في قم في منزل السيد جعفر مرتضى، وكان ذلك في أثناء وجود سماحة السيّد في قم في بعض زياراته، وقد دعّي يومها أكثر الطلاب اللبنانيين، وكان من الموجودين يومها السيّد عبد الحسين القزويني، وقد كان من زملاء السيد في النجف، فقال يومها: إن السيّد حين عزم على مغادرة النجف الأشرف إلى لبنان وذلك للإقامة هناك تأثر الكثيرون لهذا القرار وأخذوا يطلبون منه البقاء، لما عرفوا عنه من أهمية، وقال: لو بقي السيّد في النجف لأصبح من مراجعها الكبار، لكنه فضّل العودة إلى لبنان من أجل حاجة الناس هناك إلى من يرشدهم ويعلمهم.
والعجب أن الكثيرين نسمعهم بين الحين والآخر يشككون بمرجعية السيّد أو باجتهاده مدّعين بأن السيّد ليس لديه أي إجازة من أيٍ ممن درس على يديهم كالسيّد الخوئي(قده) وغيره. فلماذا لم يشهد له أحد أساتذته بذلك؟
مع أن الجواب واضح وهو أن الإجتهاد كما يثبت بالشهادة من قبل الآخرين من القادرين على ذلك والذين هم أهل خبرة في هذا المجال، كذلك يثبت بالوجدان والمعاشرة، وبالقدرة على التدريس وطرح الأراء ومعالجتها بحيث يستطيع أن يدافع عن ارائه أمام الآخرين ممن يملكون الخبرة في هذا المجال... فهذا مجلس درسه في بيروت والشام موجود، وهذه الكتب الفقهية الإستدلالية مطروحة وموجودة في الأسواق وأما أن ننفي ولا نريد أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن البدائل الأخرى فهذا ليس من ديدن العلماء وأهل الدين والتقوى... فإن الإثبات إن إحتاج إلى الدليل، فالنفي أيضاً يحتاج إلى دليل بدوره.
وقد سمعنا من البعض انه سمع من الشهيد السعيد السيد باقر الصدر أنه قال:"كل الذين غادروا أو هاجروا من النجف خسروا إلاّ السيّد محمد حسين فضل الله حينما هاجر النجف، فإنها(أي النجف) هي التي خسرته".
ومن الجدير ذكره هنا أيضاً أن والده المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله(قده) كان يُرجع بعض من يسأله عن بعض الفتاوى التي يحتاط بها بعض المراجع إحتياطاً وجوبياً إلى سماحة السيّد، فكان يقول رحمه الله إرجعوا إلى السيّد أبي علي (أي السيد محمد حسين) وقد سمع الكثيرون منه ذلك رحمه الله وأعلى درجاته.


ابو هاشم
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود

IP   حرر في 07-09-1999 11:53 AM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

السلام عليكم ورحمة الله

إلى البحريني :

1) نحن لم نقل أنك سلمت بفتاوي الفقهاء بل ذكرنا ذلك بصيغة الاستفهام ، ورجونا ذلك .
وهل التسليم بفتاوى المراجع العظام تهمة كي تنفيها عن نفسك ؟! إن كان كذلك فهي الطامة الكبرى !!
أم أنها ليست على وفق المراد ؟! فالطامة أكبر !!
2) الحديث عن التحامل الشديد على المدعو فضل الله ، والأمور الشخصية والحقد والضغينة ... حديث قديم جديد ، ومحاكمة للنوايا سبق أن ذكرنا أن مكنونها يرجع إلى رب العباد ، عليك بالأدلة والبراهين واترك النوايا لأهلها .
3) " أحمد الكاتب " شخص تافه يدعو الآخرين للشفقة عليه لا للحوار معه ، فهو لا يملك أي رصيد علمي سوى آراء باطلة شاذة ينشرها هنا وهناك لا ترجع إلى محصل وكل ما نقول عنه أنه " مسكين " !!
ولا مجال لمقارنته بالمدعو فضل الله ، فالرجل لا يدعي المرجعية الدينية الشاملة ( كما يصف القبيسي مرجعية استاذه المدعو ) ولا يصف نفسه بالمصلح الكبير ، ولا يدّعي التلمذ على يد السيد الخوئي والشاهرودي والشيخ حسين الحلي والشيخ صدرا البادكوبي ( كما يذكر القبيسي أيضا ) ولا يحمل الألقاب التي يصف المدعو بها نفسه زورا وتمويها على عامة الناس .
ثم إن " الكاتب " حينما استضافته قناة الجزيرة القطرية إنما أساءت إلى نفسها قبل أن تسيء إلى الشيعة والتشيع وقد اعترف مقدم البرنامج ان كل الاتصالات والفاكسات انصبت على التبرؤ منه ومهاجمته شخصيا من كافة قطاعات الشيعة في جميع أنحاء العالم دون الدخول في مناقشة ترهاته وأباطيله مما يؤكد ما قلناه آنفا من أن المسكين لا حظ له من العلم ولا نصيب له من الفهم ولا يمثل أحدا لا في الحوزات العلمية ولا خارجها ممن لهم وزن .

============================================
============================================

إلى أبي هاشم :

1) نحن قصدنا الردود التي كتبت ردا على المدعو وليس انتصارا ( بالباطل ) له ، وأمّا الكتب التي ذكرتها فلقد اطلعنا على اثنين منها ( الأول والثالث دون الثاني ) ولم نجد فيهما ما يجعلهما يصمدان أمام الأدلة والبراهين التي دوّنها العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه ( مأساة الزهراء ) ولا يخفى ذلك على البصير الناقد .
2) هل سألت نفسك يوما ما لماذا انقلب السيد جعفر مرتضى العاملي على ( المدعو ) مع أنهما كانا صديقين حميمين بحيث كان المدعو ينزل ضيفا عليه في بيته في " قم " المحمية دون سائر البيوت على كثرتها ؟
ولماذا حمل السيد العاملي راية الدفاع عن أهل البيت (ع) توضيحا لظلاماتهم وتبيينا لمقاماتهم ؟
ولماذا رفض المدعو المناظرة العلنية التي دعا إليها السيد جعفر في الهواء الطلق حول آرائه وأفكاره ؟!
ولماذا أصبح السيد جعفر بين ليلة وضحاها من السيد " الجليل " الى " العميل " ومن " العلامة " إلى " النهامة " الذي طلب مالا من المدعو فلم يستجب له فكان موقف العداء !!؟
ولعل من سخريات القدر أن يتجرأ صحفي كنجيب نور الدين الذي لا ناقة له في أمور الشريعة ولا جمل بالرد على سماحة السيد العاملي الذي أفنى عقودا من عمره متتبعا للتأريخ ومحققا للحوادث والسير وكتبه الكثيرة تشهد على ما قلناه !!

============================================
============================================
إلى القبيسي بواسطة أبي هاشم :

لنا ملاحظات على الوجيزة عن حياة الدعو فضل الله وهي :
1) ذكرت أسماءً لامعةً في سماء الفقاهة كالسيد الخوئي والحكيم والشاهرودي والحلي ، والشيخ صدرا كأستاذ للمعقول درس المدعو عنده شيئا من أسفار ملا صدرا كما تقول ، ولكننا نشكك في أن المدعو حضر عند جميع هؤلاء العظام ولو صحت النسبة أليس من الغريب أن أحدا منهم لم يجز المدعو ولم يعطه درجة الاجتهاد على الرغم من عبقريته ونبوغه الخارقين للعادة !!
نعم ذكرت في آخر الوجيزة كلاما دار في منزل السيد جعفر في قم المحمية جوابا على هذا السؤال يتمثل في ان إثبات الاجتهاد لا ينحصر بالاجازة فقد يثبت بالوجدان والمعاشرة ومجالس بحثه وكتبه الفقهية شواهد على ذلك .
أقول : ان هذا مما يضحك الثكلى !! فأي مجالس بحث تزعم وإلى أي كتب فقهية تشير ( من المناسب هنا أن أشير إلى رسالة في الرضاع ذكرتها أيها القبيسي في الوجيزة حيث قام أحدهم بعرضها على مجموعة من الأفاضل والأساتذة في قم المحمية طمعا بالحصول على شهادة بالاجتهاد من هنا أو هناك لأستاذك المدعو ولكن دون فائدة حيث لم يستجب أحد حيث تبين أن مطالب الرسالة تدل على ضحالة علمية على أن أجزاءً منها منقولة من كتب فقهية أخرى ) فلا الحليلة انطلت عليهم ولا المدعو حظي بالاجازة .
2) لا علاقة بالنشاط الاجتماعي للمدعو ( المتمثل بإنشاء مبرات ومستشفيات وهو عمل قد يقوم به أي تاجر وجيه ) بمكانته العلمية ، ثم ان هذه الأموال هي للفقراء والمعوزين وليست من الأموال الشخصية للمدعو .
3) هناك محاولة مكشوفة ( طالما دأب المدعو عليها في الكثير من حواراته ومقالاته ) وهي ربط اسم المدعو بالشهيد الصدر موحيا للآخرين أنه والصدر في عرض واحد إن على مستوى النبوغ والعبقرية أو على مستوى الفقه والمرجعية أو فيما يخص الحركة الاسلامية وما إلى ذلك ، والحقيقة ان من يعرف الصدر حق المعرفة على يقين من أن بين الرجلين بونٌ بعيد على جميع الأصعدة وفي كل المستويات .
4) أما الكذبة الكبرى فتنجلي في القول بأن المدعو عمل نجاح الثورة الاسلامية في إيران فالجميع يعرف ان المدعو لا ربط له لا من قريب ولا بعيد بالثورة ورموزها خصوصا الامام الخميني قبل انتصار الثورة .
5) أما قولك أنه تصدى للمرجعية لأنه وجد فراغا كبيرا في هذا المجال فهو على خلاف الواقع فإن الساحة الشيعية لم تبتل ومنذ الغيبة الكبرى بكم هائل من مرجعيات ما أنزل الله بها من سلطان كما هي الحالة الآن وكما نقل أحدهم ان هناك ما يقرب من أربعين رسالة علمية قدمت إلى إدارة المطبوعات التابعة لوزارة الإرشاد الايرانية طلبا للإذن بالطباعة والنشر ، فأي فراغ تدعيه ؟!
6) تقول أن المدعو يدعو إلى المرجعية الشاملة على غرار المقاومة المدنية الشاملة والتي دعا إليها أحدهم في لبنان ، ما نخشاه أن تشمل هذه المرجعية كل شيء فلا تبقى أموالا شرعية تدور رحى الحوزات العلمية الأصيلة عليها ولا إمكانات تبقي هذه الحوزات في خط الإبداع والعطاء .
7) ان الجريمة الكبرى التي اقترفها المدعو هو وأمثاله ( وإن كانوا على سدّة الحكم ) ممن تصدوا للفتيا وهم لا يفقهون وتبوأوا المرجعية وهم عن أدنى شرائطها يقصرون ، لا يمكن العفو عنها إلا بالتراجع والتوبة إلى الله تعالى .
8) لقد تنبه الشهيد الصدر إلى أن الحزبيين قد أوقعوه في شركهم فأصدر فتواه الشهيرة بحرمة انضمام طلاب العلوم الدينية للأحزاب وها هي الفكرة تتحرك في الواقع من جديد من خلال المدعو ، فلو نجحت مرجعيته فإنها أول مرجعية حزبية في عالم التشيع ، ونحن نحذر الشيعة الكرام من هذا الخطر الكبير .

في الختام سوف نذكر في الآتي من الأيام جوانب من الشبهات العقائدية التي يطرحها المدعو مع أجوبة العلماء عليها تنويرا لأذهان الآخرين وصيانة لهم عنها وتعريفا بإنخرافات المدعو وأباطيله .


أخوكم : حيدر

[تعـديل حيدر (التاريـخ 07-09-1999)]

IP   حرر في 07-09-1999 02:42 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ALBAHRANI   إضـغط هـنا لمراسـلة ALBAHRANI    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ALBAHRANI   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 27
ALBAHRANI
عضــو جـديـد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلى الله على حبيبه المصطفى وآله ومن تابعهم وشايعهم وأهتدى بهداهم إلى يوم الدين
أخي العزيز أعتقد أنني أبلغتك بما أعتقده من السلوك الذي ينبغي علينا اتباعه ولم أحاكم ضميرك ولكن أرجو أن لا تسيء لأحد بهذا القدر عندما تتهمه بعد الاهتمام بفتاوى الفقهاء وكأنك تطعنه في كل ما يعمل أو يسلك ثم أخي العزيز لا داعي لهذا الانفعال فقول معروف ومغفرة خير ، أخي أنا لا أتمنى أن تكون خلافاتنا منشورة على السطح ففي الساخحة الكثير من المتربصين ولكني أعتقد أنني أبلغتك وليشهد الله أنني أكره ما تفعل وأتمنى أن يجمعنا الله وإياك على الهدى وأن ييسر أمورنا جميعاً ويوفقنا للعمل الخالص لوجهه الكريم وأن لا نعمل إلا ما نعتقد جازمين أنه موصل لرضوانه سبحانه ويكون مؤدياً للصلاح .
وثق أخي الكريم أنني حين دعوتك بهذه الدعوة لم أكن ممن يريد فتح باب جدال أو سمه حوار في هذا المحفل ولذا فإني أعتذر لجميع اخواني عن أي سلوك قد يفهم منه إساءة لأحد وأنا لا أقصدها . ولذا فإني أنسحب آسفاً من الحوار في هذا الموضوع وآمل أن نلتقي أخي الكريم في موضوع آخر يكون على الأقل بالنسبة لي مما أربح فيه ولا أخسر .

------------------
اللهم اجعلنا هادين مهديين

IP   حرر في 07-09-1999 11:14 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ أبو الحسن   إضـغط هـنا لمراسـلة أبو الحسن    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ أبو الحسن   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 19
أبو الحسن
عضــو جـديـد

الاخ / حيدر:
السلام عليكم وبعد
ذكرت في بداية الكلام بان هناك فتاوى من قبل المرجع السيد التبريزي ومن مراجع اخرين، نرجوا منك تسميتهم لنا وذكر نص فتاوى هؤلاء العلماء وهل ان الفتاوى تدل على ما ذكرت من خروج السيد فضل الله عن خط التشيع وانه ضال مضل؟ فكما تعلم فان الفتوى شيئ وفهمها لدى بعض الناس شيئ اخر كما ان البعض يسيئ استغلال مثل هذه الفتاوى بل ان البعض يحرفها.
كما هل يدل وجود فتاوى من عدد من المراجع- ان وجدت - على وجود اجماع في الوسط الشيعي العلمائي على الموقف الذي تتبناه انت وتدعوا الاخرين له؟
وهل يلزم من يتبع مراجع اخرين تبني هذا الراي؟
هل يمكن ان نسمي ذلك دكتاتورية الراي؟
امر اخر ارجو منك توضيحه وهو اين مراكز التجمع العلمائي في العالم الشيعي مثل الحوزة العلمية في قم والحوزة العلمية في النجف وتجمع علماء جبل عامل في لبنان وحركة تطبيق الفقه الجعفري في باكستان وغيرها من هذه التي اسميتها بام المعارك؟. هل صدرت بيانات في هذا الشأن وما هي؟
ولا اريد هنا ان اناقش اهلية السيد فضل الله للمرجعية فهذا ليس من اختصاصنا نحن العوام ولكن اريد ان ابين ان ما اشرت اليه من ضحالة علمه وعدم وجود مكانة علمية او قيادية لديه يكاد ان يكون اجحافا للواقع ، فمكانة السيد فضل الله العلمية والروحية والسياسية على الساحة اللبنانية على الاقل وذلك قبل نشوء هذه الفتنة لم تكن موضع نقاش وشبه مسلم بها ومن كان يتابع الاحداث ابان الحرب الاهلية اللبنانية يتذكر هذا الامر بوضوح.
امر اخير وهو انه بغض النظر عن كل ما سبق وبفرض صحة رايكم عن في السيد فضل الله، الا ترى بان سماح مشرف المنتدى لك بمناقشة اراء السيد فضل الله وقول رايكم فبها في الوقت الذي تحجب صفحته من الموقع حسب طلبكم الا يعتبر ذلك نوع من احتكار الحقيقة؟

والسلام عليكم

[تعـديل أبو الحسن (التاريـخ 07-09-1999)]

IP   حرر في 08-09-1999 12:28 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

إلى الأخ البحريني :
السلام عليكم
1) إن الأخذ بظاهر الكلام سلوك ينهجه العقلاء جميعا وما قلناه عن عدم أخذك لفتاوى الفقهاء فيما يخص المدعو يدخل في هذا السلوك ولا يشكل طعنا ( لا سمح الله ) في التزامك في سائر الأمور وإن فهمت شيئا من ذلك فسامحنا .
2) نحن لسنا من القائلين بـ " يذهب الباطل بتركه " بل لابد من مواجهته وفي كل المواقع ، فكما ينشر المدعو آرائه وأفكاره عبر القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والمجلات والمنابر والمساجد والانترنت ، هذا بالاضافة إلى آلته الاعلامية الخاصة به والتي لا يملكها أية شخصية دينية أخرى ! فنحن نرد بما تيسر لنا .
3) إننا على يقين من كوننا رابحين غير خاسرين حيث نسير على خط المقدسين من " رواة أحاديثنا " و " الراد عليهم كالراد على الله " وهم مراجع الدين العظام المدافهين عن أهل البيت وظلاماتهم ومقاماتهم .
4) الركون إلى الزوايا والخلود إلى مواقع الهدوء ( خوفا من تغيير القناعات ) غير صحيح ، فالحكمة والفكرة النقية ضالة المؤمن يجدّ في البحث عنها وفق قدراته وإمكاناته .


أخوك : حيدر

IP   حرر في 09-09-1999 03:05 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ ذوالفقار   إضـغط هـنا لمراسـلة ذوالفقار    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ ذوالفقار   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 1
ذوالفقار
عضــو جـديـد

بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله على ما ألهم.
و افضل الصلاة و ازكى التسليم على خير الخلائق اجمعين محمد و آله الطاهرين.

قال تعالى (فلينظر الانسان الى طعامه)
وقد ورد في تفسير هذه الآية الشريفة عن اهل بيت العصمة والطاهرة-عليهم ما لا يحصى من الصلوات-: (فلينظر الانسان الى علمه الذي اخذه عمن اخذه).
وقد جاء في الحديث الشريف (رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه).
اذا اراد الانسان ان يشرب فليشرب من نبع لا شك في صفاءه و عذوبته.واذا اراد ان يأكل فليأكل من صحن لا شك في نظافته.واذا اراد ان ينمي ادراكه العقلي والفكري والثقافي فليختر مصدراً لا شك في صفاءه وعذوبته .
لا شك ان الشخص المذكور هو مورد اتهام من قِبَل بعض علماءنا ,وبعض علماءنا قد هاجم افكاره ولم يهاجم شخصه و بعضهم هاجموا شخصه لضرورة رأوها و بعضهم سكتوا لسبب او لآخر.وقد يدعي البعض ان هناك علماء يؤيدون افكاره.
ولكن المهم اذا كان هذا هو حال هذا الشخص. فلماذا نستقي منه ؟؟!!أليس هناك علماء لا غبار على صفاء و عذوبة ماءهم!!!!!.
ما بال الانسان يحترز لدنياه و لا يحترز لدينه و آخرته.اذا سمع ان الطريق الفلاني وعر لا يذهب منه لاحتمال صدق المخبر و لخوفه على سلامة سيارته وكذلك اذا ادعى احد الاطباء ان الشيء الفلاني يسبب السلطان يهرب من ذلك الشيء هروبه من الاسد بل اكثر ولكن اذا سمع من بعض العلماء تحذيراً من بعض الافكار و الشخصيات لا يلقي بالاً ؟؟!!!!!

انا لا اريد الحكم على الشخص اثباتاً او نفياً ولكني ادعو الاحتياط في الدين والى الاستفادة والالتفاف حول علماءنا الذين لا يشك احد فيهم وادعو اخواني جميعاً ان يدعوا الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة ثم الجدال بالتي هي احسن.

------------------
و لا تقف ما ليس لك به علم

IP   حرر في 09-09-1999 10:02 PM     إضـغط هـنا لمشـاهدة المـلف لـ حيدر   إضـغط هـنا لمراسـلة حيدر    إبعث رسـالة خاصـة من خلال بريد المنتدىالخاص لـ حيدر   إضـافة أو تعـديل للموضـوع
عـدد المشـاركات: 22
حيدر
عضــو جـديـد

إلى أبي الحسن :
السلام عليكم

1) نبدأ من حيث انتهيت حيث أسميت طلبنا من مسؤول الصفحة المحترم حجب اسم المدعو فضل الله احتكارا للحقيقة ونحن نسميه تطبيقا عمليا لفتاوى صدرت من مراجع كبار وفقهاء عظام أدخلت كتبه وأفكاره ومتبنياته وعقائده في دائرة الظلال المحرم تداوله على كل صعيد .

2) ذكرتم أن للمدعو مكانة قبل هذه الفتنة ، نقول : لو كان كذلك فهل يشفع له ذلك أن يمس صميم عقائدنا وعمق مذهبنا وفق قياسات واستحسانات ما أنزل الله بها من سلطان ثم يقال للعلماء لا تتعرضوا بالرد والنقد للسيد فإنه رمز من رموز الحركة الاسلامية إننا نعتقد ان هذا منطق جانبه الصواب تماما .

3) أما مناقشة أهلية المدعو للمرجعية وأنها ليست من اختصاص العوام فأمر صحيح ولا غبار عليه ، لكننا سألنا الحوزات العلمية ورجالاتها فكان الجواب عدم أهليته لهذا المنصب الالهي ودونكم مكاتب الاستفتاء للمراجع العظام والفاكس حلال المشكلات .

4) سألتم أين الحوزات العلمية عن أم المعارك ؟! نقول : ان العلمين الجليلين آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي وآية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني قد أفتيا بصراحة كون المدعو ضالا مضلا ، كذلك رد على شبهاته العديد من الفقهاء العظام كآية الله العظمى السيد محمد تقي القمي وآية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي وآية الله العظمى الشيخ محمد تقي البهجت وآية الله العظمى المرحوم السيد محمد الصدر ( ره) وآخرين من الأعلام والعلماء حفظهم الله تعالى وسنذكر مقتطفات من الفتاوى والردود فيما يأتي ( الملاحظة 6 ) .

5) شككتم أو استفسرتم عن ملزمية هذه الفتاوى لمن يرجعون في التقليد إلى مراجع آخرين ، في الوقت الذي تصدى للمدعو الغالبية العظمى من مراجع التقليد ، فلو فرضنا جدلا أن المكلف يرجع إلى مرجع لم يتصدّ - علنا - للرد على المدعو أفلا تشكل له مجموع هذه الفتاوى والردود من فحول العلماء الذين أمضوا من أعمارهم الشريفة عقودا وعقودا دارسين للشريعة الغراء تحقيقا واجتهادا كابحا تجعله في موقف المتأمل والمشكك - على الأقل - من متابعة المدعو تقليدا - لا سمح الله - أو قراءة لكتبه ومقالاته أو نشرا لأفكاره وسمومه .

6) فيما يلي مقتطفات من فتاوي العلماء الأعلام في المدعو فضل الله :
* آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي :
في معرض رده على سؤال عن أفكار المدعو ، أجاب سماحته : ( المقالات المذكورة خلاف المسلمات بل ضرورات المذهب الحق وقائلها خارج عن طريقة المذهب الاثنىعشري ... ومن يتكلم أو يتفوه بخلاف ذلك فلا يكون مراده إلا اضلال المؤمنين الضعفاء ومن يؤيد هذه المقالات ويساهم في نشرها بأي نحو ويعاون قائلها بأي شكل من الأشكال يدخل كصاحبها في عنوان من يشري مرضات أعدائنا بسخط الخالق ) ووردت هذه الفقرة في خطاب ألقاه سماحته في ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام : ( وقد سمعت - وانشاء الله لا يكون الأمر كذلك - انهم في هذه الحوزة العلمية يرودون أن يعقدوا مجلسا باسم شهيد عظيم - المقصود سيد مصطفى الخميني - ويدعو ذلك الشخص الضال المضل ليخطب في تلك الجلسة ونسأل الله أن لا يتم الأمر بهذا النحو فهذه الحوزة ركن التشيع والحوزة هي المكلفة بحفظ التشيع ) .

* آية الله العظمى الوحيد الخراساني :
في معرض جوابه عن سؤال فيما يخص شبهات المدعو : ( المقالات المذكورة اضلال عن سبيل الله ... واما إثارة الفتن بإلقاء تلك الشبهات فهو من أعظم المحرمات ولا يكفي التراجع لدى بعض الناس فإن التوبة من كل ذنب بحسبه فإن تابوا بما يناسب ذنوبهم وإلا فلا ريب في أنهم من الضالين المضلين ) .

* آية الله العظمى الشيخ محمد تقي البهجت :
سؤال : ما رأيكم بمقولة من يقول : أنا لا أتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول بأن القوم كسروا ضلعها أو ضربوها على وجهها وما إلى ذلك .. وعندما سئل : كيف نستثني كسر ضلع الزهراء مع العلم أن كلمة " وإن " التي أطلقها أصل المهاجمة أعطت الايحاء أضف إلى ذلك كيف نفسر خسران الجنين محسن ؟ أجاب : قلت : ان هذا لم يثبت ثبوتا بحسب أسانيد معتبرة ولكن قد يكون ممكننا . أما سقوط الجنين فقد يكون بحالة طبيعية طارئة ؟
الجواب : ( العاقل لا يحتاج في كل أمر إلى نقل يكون نصا صحيحا فإن إخفاء التشييع والصلاة والدفن والمدفن يكشف عمّا سبق عليها في الحياة كشف المعلول عن العلة التي هي غضبها المستلزم لغضب أبيها (ص) الموجب لغضب الله تعالى فلا انتظار بعد ذلك لأي شيء من العاقل المنصف .
بنت من أم من حليلة من 000 ويل لمن سن ظلمها واذاها ) .

* آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي :
السؤال : ما رأيكم بمقولة من يقول : أنا لا أتفاعل مع كثير .. ( السؤال الآنف ) ؟
الجواب : ( حديث مظلومية الزهراء ليس مختصا بالامامية بل رواه جميع العامة أيضا ولو بنحو الاجمال خوفا من الفضيحة وقد أوردنا الروايات وأقوال المؤرخين والمحدثين من الشيعة والعامة بالنسبة لاحراق الباب وكسر ضلع الزهراء (ع) وضربها وغصب حقها واسقاط جنينها في الجواب عن بعض الاسئلة وأما أن سقوط الجنين كان لحالة اعتيادية وطبيعية فإن الاسقاط كان نتيجة الضرب وكسر الضلع والعصر والرفس ولو تنزلنا فنفس الهجوم على الدار واحراق الباب والارعاب تكون عوامل طبيعية لاسقاط الجنين فلعل مراده من الحالة الطبيعية الطارئة هذا المعنى ) .

* آية الله العظمى السيد محمد تقي القمي :
سؤال : ما رأيكم قيمن يقول عن الزهراء (ع) وطبيعة ذاتها الشريفة وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون عليهم السلام ما نصه : وإذا كان بعض الناس يتحدث عن بعض الخصوصيات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء فإننا لا نجد هناك الخصوصية إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهن امكانات النمو الروحي والعقلي والتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي .. ولا نستطيع اطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي .. ؟
الجواب : ( من يقول بهذه المقالة في مثل الزهراء علها السلام فقد خالف العقيدة الحقة وهذا الشخص على طبق رأي الشيعة الامامية منكر لضرورة من الضروريات ومنكر الضروري - على بعض الفروض - داخل في دائرة الكفر .

* آية الله العظمى السيد محمد الصدر (ره) :
سؤال : ما هو رأيكم الشريف في كتاب ( المسائل الفقهية ) للسيد محمد حسين فضل الله ؟
جواب : ( اطلعت على هذا الكتاب قبل أشهر فوجدت فيه كثيرا من الفتاوى المخالفة للمشهور بل للمتسالم عليه بين الفقهاء حتى يكاد يكون كذبها من الواضحات فتأسفت كثيرا على صدور مثل هذا الفتاوى من رجل محسوب علينا . وعندما سألني بعض الأخوة عنه قلت : انه كتاب ضلال ، ودال على أن مؤلفه غير مجتهد وانما فتاواه مجرد تخرص ورجم بالغيب يمكن أن تصدر من أي كاتب ولا يجوز العمل بها بأي حال .
سؤال : إذا كانت كل هذه المقولات المتناقضة فيما بينها صادرة من شخص واحد ، فهل يمكن لنا الاعتماد على ما يطرحه من آراء عقائدية أو فقهية ؟
الجواب : مثل هذا الشخص لا شك أنه مشكوك في هدفه مدخول في دينه ولا ورع له وقد ورد : من لا ورع له لا دين له . فيجب شرعا الابتعاد عن أمثال هؤلاء والتحذر من آرائهم وعدم الاصغاء لأقوالهم ويحرم تأييدهم عليها لأن فيها انتهاكا للدين ومضادة للحق فذلك من أعظم المحرمات ) .
هذه شذرات من الفتاوى والردود المباركة ومن أراد التفصيل فليرجع إلى نصوصها الكاملة وهي مطبوعة متداولة .

7) حينما منح ناصر الدين شاه ( أحد ملوك ايران في العهد القاجاري ) حق امتياز شراء وبيع وتصنيع التنباك ( التتن ) للانجليز مقابل رشوة ، تصدى له علم من أعلام الشيعة العظماء هو الميرزا الكبير محمد حسن الشيرازي من سامراء - وهي يومئذ قرية منقطعة عما حولها - من خلال فتوى تشكل سطرا واحدا : (اليوم استعمال التتن بأي نحو كان حرام وفي حكم محاربة إمام الزمان (عج)) فاضطربت الأوضاع في إيران كلها مما أجبر ناصر الدين شاه على التراجع وسحب حق الامتياز .
وأيضا الفتوى الشهيرة للمرحوم السيد محسن الحكيم (ره) " الشيوعية كفر وإلحاد " والنتائج العظيمة التي ترتبت عليها .
أقول : مما يؤسف له أن العديد من مراجعنا الكبار يصدرونا الفتاوى حول أفكار وعقائد المدعو ردّا وتفنيدا ومع ذلك يبقى مجال لتشكيك المشككين وريب المرتابين وهو أمر يثير الحيرة والحزن معا فإنا لله وإنا إليه راجعون إنها من نتائج اقحام المدعو وأمثاله أنفسهم في دائرة المرجعية الشيعية المقدسة .

أخوك : حيدر

[تعـديل حيدر (التاريـخ 09-09-1999)]

الموضـوع السـابق | الموضـوع التـالي

التوقـيت مكـة المكـرمة


خـاص بالمشـرف و المراقـبين غـلق الموضــوع | أرشـيف/ نـقل | مسـح الموضـوع
أضـف موضـوع جـديد  أضــف رد
إنتـقل إلى :

 

أفـضــل موضــوع |  الصــفحات الشـيعية |  الكـلمــة الطــيبة |  الــــرواق الإســــلامي |  إقــــتراحات

البريـد الألكـتروني | الموســوعـة الشــيعـية

http://www.shialink.org
© الموسـوعة الشـيعية / منتـدى الحــوار